ثُمَّ قالوا: يضل به كثيراً ويهدي به كثيراً، ذكروه على سبيل التَّهَكُّمِ، فهذا من قول الكُفَّارِ، ثُمَّ قال تعالى جواباً لهم:«وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَاّ الْفَاسِقِيْنَ» أي ما أضَلَّ إِلَاّ الفاسقين.
هذا مجموع كلام المعتزلة.
قالت الجبرية: وهذا معارضٌ بمسألة الدّاعي، وهي أن القادِرَ على العلم والْجَهِلِ والإهداء والضلالِ لم فعل أحدهما دون الآخر؟
ومعارضٌ أيضاً بمسألة العلم ما سبق تقريرها في قوله تعالى:{خَتَمَ الله على قُلُوبِهمْ}[البقرة: ٧] .
والجَوَابُ عن الآيات يأتي في مواضعه.
قوله:«وما يُضِلُّ بِهِ إلَاّ الفَاسِقِيْنَ»«الفاسقين» مفعول ل «يضل» وهو استثناء مُفَرّغ، وقد تقدَّم معناه، ويجوز عند القرّاء أن يكون منصوباً على الاستثناء والمستثنى منه محذوف تقديره:«وما يُضِلُّ به أحداً إِلَاّ الفاسقين» ؛ كقوله:[الطويل]