وإمَّا أنَّه مصدرٌ مؤكِّدٌ لمضمونِ الجملة المتقدمة، وهو «رُدُّوا إلى الله» وإليه نحا الزمخشريُّ. قال: كقولك: «هذا عبدُ الله الحَقُّ، لا الباطل» على التَّأكيد؛ لقوله:«رُدُّوا إلى اللهِ» .
وقال مكِّي:«ويجوزُ نصبهُ على المصدر، ولم يُقرأ به» ، وكأنَّه لم يطلع على هذه القراءة، وقوله:«مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ»«مَا» تحتمل الأوجُه الثلاثة.
المعنى:«هُنالِكَ» : في ذلك الوقت، «نَبْلُو» أي: نختبر، والمعنى: يفعلُ بها فعل المختبر، وعلى القراءة الأخرى: أنَّ كلَّ نفس نختبر أعمالها، في ذلك الوقت.
{وردوا إِلَى الله} أي: رُدُّوا إلى جزاءِ الله، قال ابن عبَّاسٍ:«مولاهُمُ الحقّ» أي: الذي يجازيهم بالحق، وقيل: جعلوا ملجئين إلى الإقرار بإلاهيته، {مَوْلَاهُمُ الحق}[الأنعام: ٦٢] في الأنعام. «وضلَّ عَنْهُم» : زال وبطل، «مَّا كانُوا يفْتَرون» أي: يعبدون، ويعتقدُون أنهم شفعاء، فإن قيل: قد قال: {وَأَنَّ الكافرين لَا مولى لَهُمْ}[محمد: ١١] ، قيل: المولى هناك هو الناصر، وههنا بمعنى الملك.