وقرأ العامة «الذُّلِّ» بضم الذال، وابن عبَّاسٍ في آخرين بكسرها، وهي استعارةٌ؛ لأن الذلَّ في الدوابِّ؛ لأنَّه ضدُّ الصعوبة، فاستعير للأناسيِّ، كما أنَّ الذل بالضم ضدُّ العزِّ.
قوله:«من الرَّحمة» فيه أربعة أوجه:
أحدها: أنها للتعليل، فتتعلق ب «اخفِضْ» ، أي: اخفض من أجل الرَّحمة.
والثاني: أنها لبيان الجنس؛ قال ابن عطيَّة:«أي: إنَّ هذا الخفض يكون من الرحمة المستكنَّة في النَّفس» .
الثالث: أن تكون في محلِّ نصبٍ على الحال مِنْ «جَنَاح» .
الرابع: أنها لابتداء الغاية.
قوله:«كَمَا ربَّيانِي» في هذه الكاف قولان:
أحدهما: أنها نعتٌ لمصدر محذوف، فقدَّره الحوفيُّ:«ارحمهما رحمة مثل تربيتهما [لي] » . وقدَّره أبو البقاء:«رحمة مثل رحمتهما» كأنَّه جعل التربية رحمة.