احتجت المعتزلة بقوله:{وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَاّ لِمَنِ ارتضى} على أن الشفاعة في الآخرة لا تكون لأهل الكبائر، لأنه لا يقال في أهل الكبائر: إن الله يرتضيهم.
والجواب: قول ابن عباس والضحاك: أن معنى {إِلَاّ لِمَنِ ارتضى} أي لمن قال: لا إله إلا اله. وهذه الآية من أقوى الدلائل في إثبات الشفاعة لأهل الكبائر، وهو أن من قال لا إله إلا اله فقد ارتضاه الله في ذلك، ومتى صدق عليه أنه ارتضاه الله في ذلك (فقد صدق عليه أنه ارتضاه الله) وإذا ثبت الله سبحانه قد ارتضاه وجب اندراجه تحت هذه الآية، فثبت بما ذكرنا أن هذه الآية من أقوى الدلائل لنا على ما قرره ابن عباس.
فصل
دلَّت الآية على أن الملائكة مكلفون لقوله:{وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} ، وعلى أن الملائكة معصومون. قوله:{كَذَلِكَ نَجْزِي الظالمين} قال القاضي عبد الجبار: هذا يدل على أن كل ظالم يجزيه الله جهنم، كما توعد الملائكة به، وذلك يوجب القطع بأنه تعالى لا يغفر الكبائر في الآخرة. وأجيب بأن أقصى ما فيه أن هذا العموم مشعر بالوعيد، وهو معارض بعمومات الوعد.
والمراد ب» الظَّالِمينَ «الواضعين الإلهية والعبادة في غير موضعها.