للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الشيء ونضارته، ثم إنه تعالى لما قرر هذين الدليلين رتب عليهما ما هو المطلوب وذلك قوله تعالى {ذلك بِأَنَّ الله هُوَ الحق} الآية.

«ذلك» فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: أنه مبتدأ والخبر الجار بعده، والمشار إليه ما تقدم من خلق بني آدم وتطويرهم، والتقدير: ذلك الذي ذكرنا من خلق بني آدم وتطويرهم حاصل بأن الله هو الحق وأنه إلى آخره.

الثاني: أن «ذلك» خبر مبتدأ مضمر أي: الأمر ذلك.

الثالث: أن «ذلك» منصوب بفعل مقدر، أي: فعلنا ذلك بسبب أن الله تعالى هو الحق فالباء على الأول مرفوعة المحل، وعلى الثاني والثالث منصوبة.

قوله: {وأن الساعة آتية} فيه وجهان:

أحدهما: أنه عطف على المجرور بالباء، أي: ذلك بأن الساعة.

والثاني: أنه ليس معطوفاً عليه، ولا داخلاً في حيز السببية، وإنما هو خبر والمبتدأ محذوف لفهم المعنى، والتقدير: والأمر أن الساعة آتية و {لَاّ رَيْبَ فِيهَا} يحتمل أن تكون هذه الجملة خبراً ثانياً، وأن تكون حالاً.

فصل

المعنى: ذلك لتعلموا أن الله هو الحق، والحق هو الموجود الثابت فكأنه تعالى بَيَّن أن هذه الوجوه المتنافية وتواردها على الأجسام يدل على وجود الصانع. {وَأَنَّهُ يُحْيِي الموتى} وهذا تنبيه على أنه لما لم يستبعد من الإله إيجاد هذه الأشياء، فكيف يستبعد منه إعادة الأموات. {وَأَنَّهُ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} أي: وأن الذي يصح منه إيجاد هذه الأشياء لا بد وأن يجب اتصافه بهذه القدرة لذاته، ومن كان كذلك كان قادراً على الإعادة. {وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور} والمعنى: أنه تعالى

<<  <  ج: ص:  >  >>