وقرأ ابن مسعود «فَلَكَزَهُ» و «فَنَكَزَهُ» باللام والنون.
قوله:«فَقَضَى» أي: موسى، أو الله تعالى، أو ضمير الفعل أي: الوكز «فَقَضَى عَلَيْهِ» أي: أماته، وقتله، وفرغ من أمره، وكل شيء فرغت منه فقد قضيته وقضيت عليه، فندم موسى ولم يكن قصده القتل، فدفنه في الرمل، و {قَالَ: هذا مِنْ عَمَلِ الشيطان إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ} فقوله: «هذَا» إشارة إلى القتل الصادر منه، و {مِنْ عَمَلِ الشيطان} أي: من وسوسته وتسويله.
فصل
احتج بهذه الآية من طعن في عصمة الأنبياء من وجوه:
أحدها: أن ذلك القبطي إما أن يكون مستحق القتل أو لم يكن كذلك، فإن استحق القتل فلم قال:{هذا مِنْ عَمَلِ الشيطان} ؟ ولم قال:{ظَلَمْتُ نَفْسِي فاغفر لِي فَغَفَرَ لَهُ} ؟ وقال في سورة أخرى {فَعَلْتُهَآ إِذاً وَأَنَاْ مِنَ الضالين}[الشعراء: ٢٠] . وإن لم يستحق القتل كان قتله معصيةً وذنباً.
وثانيها: أنَّ قوله: {وهذا مِنْ عَدُوِّهِ} يدل على أنه كان كافراً حربياً، فكان دمه مباحاً،