(٢) انفرد الكسائي بإمالة خطايا حيث وقع نحو {خطاياكم} و {خطاياهم} و {خطايانا} و {دحاها} و {حق تقاته} والمراد الألف الثانية، قال ابن الجزري: محياهمو تلا خطايا ودحا ووجه هذه القراءة: أنها لقرينة اللَّام وما في محلها، وهي مخصصة من ذوات الياء جمع خطيئة بالهمزة. وأصلها في أحد قولي سِيْبَويَه: خطائي بياء مكسورة هي ياء خطيئة وهمزة بعدها هي لامها، ثم أبدلت الياء همزة على حد الإبدال في صحائف، ثم أبدلت الثانية باء لتطرفها بعد همزة مكسورة. وهذه حكمها بعد الهمزة مطلقًا، فما ظنك بها بعد المكسورة ثم قلبت كسرة الأولى فتحة للتخفيف؛ إذ كانوا يفعلون ذلك فيما لامه صحيحة نحو: "مداري، وعذاري" ثم قلبت الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصار "خطايا" بعد خمسة أعمال. (انظر: شرح طيبة النشر ٦٦٣، إتحاف فضلاء البشر ص: ٧٧). (٣) والمراد به الإشمام فيصير النطق {قِيلَ لَهُمْ} فالضم لابدّ وأن يكون بإشمام الكسر الضم أوله وكيفية ذلك: أن تحرك القاف بحركة مركبة من حركتين ضمة وكسرة وجزء الضمة مقدم وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر، قال ابن الجزري: وقيل غيض جي أشم … في كسرها الضم رجا غنى لزم (انظر: النشر ٢٠٨، الغاية في القراءات العشر ص: ٩٨ والتيسير ص: ٧٢ والكشف عن وجوه العلل ١/ ٢٣٠). (٤) فيصير النطق {قِيلَهُمْ} ولا يوخذ هذا إلا من أفواه المشايخ. وقد أدغم أبو عمرو ويعقوب بخلاف عنهما كل حرفين من جنس واحد أو قريبي المخرج ساكنًا كان أو متحركًا، إلا أن يكون مضاعفًا أو منقوصًا أو منونًا أو تاء خطاب أو مفتوحًا قبله ساكن غير متين إلا قوله {قال رب} و {كاد يزيغ} و {الصلاة طرفي} و {بعد توكيدها} فإنه يدغمها، قال ابن الجزري: إذا التقى خطًّا محركان … مثلان جنسان مقاربان أدغم بخلف الدوري والسوسي معًا … لكن بوجه الهمز والمد امنعًا =