للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالرفع (١). وإذا وقف القارئ على النون، ابتدأ الجميع بضم الهمزة، وأدغم أبو عمرو ويعقوب الراء في اللام، بخلاف عنهما.

قوله تعالى: {يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ} [١٣] قرأ حفص - في الوصل -: بفتح الياء، وقرأ ابن كثير بإسكانها (٢)، والباقون بالكسر (٣).


(١) والحجة لمن ضم أنه لما احتاج إلى حركة هذه الحروف كره الخروج من كسر إلى ضم فأتبع الضم الضم ليأتي باللفظ من موضع واحد، فإن قيل: فلم وافقهم أبو عمرو على الكسر إلا في الواو واللام وحدهما؟ فقل: لما احتاج إلى حركة الواو حركها بحركة هي منها لأن الضم فيها أسهل من الكسر ودليله قوله {اشتروا الضلالة بالهدى}. فإن قيل: فما حجة ابن عامر في ضم التنوين؟ فقل: الحجة له أن التنوين حركة لا تثبت خطَّأ ولا يوقف عليه فكانت الحركة بما بعده أولى من الكسر (التيسير ص ٧٢، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر ١/ ص ١٩٨، السبعة ص ١٧٤، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج ١/ ص ٩٢).
(٢) فتح عاصم لفظ {يَابُنَيَّ} بفتح الياء والتشديد في هود ويوسف والمواضع الثلاثة في لقمان، حيث جاء مضموم الأول واتفق على فتح آخر لقمان البزي، وسكنها مخففة قنبل، وسكن ابن كثير أول لقمان، وكسر وسطها على أصله، والثلاثة الباقية عنده كالباقين في الستة، وهي {يَابُنَيَّ ارْكَبْ} بهود، و {يَابُنَيَّ لَا تَقْصُصْ} بيوسف، و {يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ} و {يَابُنَيَّ إِنَّهَا} و {يَابُنَيَّ أَقِمِ} كلاهما بلقمان، {يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى} بالصافات، فصار حفص بفتح الستة، وشعبة بفتح الأول وكسر الخمسة، والبزي بإسكان أول لقمان وفتح آخرها وكسر الأربعة والباقون بكسر الكل، وقد خرج بتخصيص المذكور {يَابُنَيَّ لَا} و {يَابَنِيَّ اذْهَبُوا} فالقراء متفقون فيها على الفتح.
قال ابن الجزري:
ويا بني افتح (نـ) ـما
وحيث جا حفص وفي لقمانا … الاخرى (هـ) ـى (عـ) ـلم وسكن (ز) أنا
وحجة من شدد وفتح الياء: أنه لما أتى بالكلمة على أصلها بثلاث ياءات استثقل اجتماع الياءات والكسرات، فأبدل من الكسرة التي قبل ياء الإضافة فتحة، فانقلبت ياء الإضافة ألفًا ثم حذفت الألف كما تحذف الياء في النداء، وبقيت الفتحة تدل على الألف المحذوفة، وقد أجاز المازني: يا زيدا تعال؛ يريد يا زيدي، ثم أبدل من كسرة الدال فتحة ومن الياء ألفًا، قال المازني: وضع الألف مكان الياء مطرد. وعلى هذا قرأ ابن عامر {يا أبتَ} بفتح التاء، أراد يا أبتي، ثم قلب وحذف الألف لدلالة الفتحة عليها.
(٣) الحجة لمن كسر الياء أنه أضاف إلى نفسه فاجتمع في الاسم ثلاث ياءات ياء التصغير وياء الأصل وياء الإضافة، فحذفت ياء الإضافة اجتزاء بالكسرة التي قبلها لأن النداء مختص بالحذف لكثرة استعماله (الحجة في القراءات السبع ١/ ص ١٨٧، شرح طيبة النشر ٤/ ٣٦٣، النشر ٢/ ٢٨٩، المبسوط ص ٢٣٩، السبعة ص ٣٣٤، الكشف عن وجوه القراءات ١/ ٥٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>