للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بنصب اللام بعد الخاء (١)، والباقون بإسكانها (٢).

قوله تعالى: {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا} [السجدة: ١٠] قرأ نافع، والكسائي، ويعقوب بالاستفهام في الأولى، وفي الثانية بالخبر. وقرأ ابن عامر، وأبو جعفر بالخبر في الأول، والباقون بالاستفهام في الأول والثاني. وسهل الثانية في الاستفهام: نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس. وحقق الباقون، وأدخل في الاستفهام بين الأولى والثانية ألفاً: قالون، وأبو عمرو، وأبو جعفر، وهشام بخلاف عنه (٣)


(١) قال ابن الجزري:
خلفه حرك (لـ) ما
ووجه قراءة من قرأ بفتح اللام مِن {خَلَفَهُ}: أنهم جعلوه فعلاً ماضيًا صفة لـ {شَيْءٍ}، أو لـ {كُلَّ}، والهاء تعود على الموصوف، على {شَيْءٍ}، أو على {كُلَّ} (النشر ٢/ ٣٤٧، المبسوط ص ٣٥٤، السبعة ص ٥١٦، شرح طيبة النشر ٥٤/ ١٤١، حجة القراءات ص ٥٦٧، التيسير ص ١٧٧).
(٢) ووجه قراءة من قرأ بإسكان اللام: أنهم جعلوه مصدرًا، عمِلَ فيه ما دلّ عليه الكلام المتقدم، كأن قوله {أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ} دلّ على خَلْق كل شيء خلقًا، ومعناه: أَتقَن كلَّ شيء خلقه، والهاء تعود على اسم الله جلّ ذكره، أو على {كُلَّ} ويجوز نصب {خَلَقَهُ} على البدل من {كُلَّ}، والتقدير: أحسَنَ خلْقَ كل شيء، أي: أَتْقنه وأَحْكمه (النشر ٢/ ٣٤٧، المبسوط ص ٣٥٤، السبعة ص ٥١٦، شرح طيبة النشر ٥٤/ ١٤١، حجة القراءات ص ٥٦٧، التيسير ص ١٧٧، زاد المسير ٦/ ٣٣٤، وتفسير ابن كثير ٣/ ٤٥٧، وتفسير النسفي ٣/ ٢٨٧، وكتاب سيبويه ١/ ٢٢٣).
(٣) اختلف القراء في اجتماع الاستفهامين في أحد عشر موضعًا في القرآن، فقرأ نافع والكسائي في جميع ذلك بالاستفهام في الأول، والخبر في الثاني، وخالفا أصلهما في موضعين في النّمل والعنكبوت فقرأهما نافع بالخبر في الأول والاستفهام في الثاني. وقرأ الكسائي في العنكبوت بالاستفهام في الأول والثاني، وقرأ في النّمل على أصله، وَيتفهم بالأول، ويُخبر في الثاني، غير أنه يزيد نوناً في الثاني "إننا". وقرأ ابن عامر في جميع ذلك بالخبر في الأول، وبالاستفهام في الثاني. وخالف أصله في ثلاثة مواضع في النمل والواقعة والنازعات، فقرأ في النمل، يستفهم بالأول، ويُخبر في الثاني، ويزيد نوناً في "إننا" كالكسائي، وقرأ في الواقعة بالاستفهام في الأول والثاني، وقرأ في والنازعات مثل نافع والكسائي، يَستفهم بالأول، ويُخبر بالثاني. وقرأ الباقون ذلك كله بالاستفهام في الأول والثاني، وخالف ابنُ كثير وحفص أصلَهما في العنكبوت، فقرآه بالخبر في الأول، والاستفهام في الثاني، كنافع وابن عامر، واختلفوا في الجمع بين الهمزتين، والتخفيف للثانية إذا استفهموا، فكان الحرميان وأبو عمرو إذا استفهموا حقّقوا الأولى وخفّفوا الثانية بين الهمزة والياء، غير أن أبا عمرو وقالون يدخلان بين الهمزتين ألفاً فيمدّان. وقرأ الباقون بالتحقيق للهمزتين في ذلك كله، على ما ذكرنا في اجتماع الهمزتين، غير أن هشامًا يدخل بين الهمزتين ألفًا مع التحقيق. وقد ذكرنا علة التحقيق والتخفيف وإدخال الألف بين الهمزتين، وغير ذلك فيما تقدّم من =

<<  <  ج: ص:  >  >>