وفي عين الوجهان والطول فضلا أما طريق ابن الجزري: فقد ذكر في النشر ثلاثة أوجه: القصر والتوسط والمد، وأشار إلى ذلك بقوله: ونحو عين فالثلاثة لهم (١) قال ابن الجزري: وحاء يوحى فتحت (د) ما ووجه قراءة من قرأ بفتح الحاء، على ما لم يسمّ فاعله، فيوقف في قراءته على {قَبْلِكَ}، ويبتدأ: {اللَّهُ الْعَزِيزُ} على التبيان لِما قبله، كأنه قيل: من يوحيه؟ فيقال: الله العزيز. فالمعنى على هذه القراءة: {كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ} يا محمد مثل ما أوحي إلى الأنبياء قبلك"، وقيل: معناه "إن الله جلّ ذكره أعلمه أن هذه السورة أُوحيت إلى الأنبياء قبل محمد". و {إِلَيْكَ} يقوم مقام الفاعل، أو يضمر المصدر يقوم مقام الفاعل. (٢) وحجة من قرأ بكسر الحاء: أنه لا يوقف إلّا على {الْحَكِيمُ}، لأنهم أسندوا الفعل إلى الله جلّ ذكره، فهو الفاعل، فلا يوقف على الفعل دون الفاعل، ولا على الفاعل دون نعته (شرح طيبة النشر ٥/ ٢١٠، النشر ٢/ ٣٦٧، المبسوط ص ٣٩٥، التيسير ص ١٩٤، إعراب القرآن ٣/ ٤٩، السبعة ص ٥٨٠، زاد المسير ٧/ ٢٧٢، تفسير النسفي ٤/ ٩٩). (٣) قرأها هؤلاء بسكون الهاء إذا كان قبل الهاء واو أو فاء أو لام أو ثم، في كل القرآن {وَهُوَ}، {فَهُوَ}، {وَهِيَ} {فَهِىَ} {لَهِيَ} ثم زاد الكسائي {ثُمَّ هْيَ} (انظر المبسوط ص ١٢٨) وعلة من أسكن الهاء: أنها لما اتصلت بما قبلها من واو أو فاء أو لام وكانت لا تنفصل منها؛ صارت كلمة واحدة؛ فخفف الكلمة فأسكن الوسط وشبهها بتخفيف العرب لعضُد وعجُز، فخفف كما يخفف وهي لغة مشهورة، وأيضًا فإن الهاء لما توسطت مضمومة بين واوين وين واو وياء ثقل ذلك وصار كأنه ثلاث ضمات في {وَهُوَ} وكسرتان وضمة في {وَهِيَ} فأسكن الهاء لدلك استخفافًا (انظر: إتحاف فضلاء البشر ص ١٣٢، الكشف عن وجوه القراءات ١/ ٢٣٤، التيسير ص ٧٢، النشر ٢/ ٢٠٢، حجة القراءات ص ٩٣). (٤) قرأ المذكورون لفظ {تَكَادُ} في مريم وهنا في الشورى بياء التذكير، قال ابن الجزري: يكاد فيهما (أ) ب (ر) نا ووجه القراءة بالياء: أن السماوات جمع قليل والعرب تذكر فعل المؤنث إذا كان قليلًا كقوله فإذا انسلخ الأشهر الحرم ولم يقل انسلخت وقوله {وَقَالَ نِسْوَةٌ} ولم يقل وقال قال ابن الأنباري: سألت ثعلبًا لم صار =