للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} [٤٠] قرأ نافع، وابن كثير، وحمزة، وأبو جعفر، وخلف: بكسر الهمزة (١).

والباقون بالفتح (٢).

لوله تعالى: {يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ} [٤١] وقف يعقوب، وابن كثير- بخلاف عنه-: بالياء بعد الدال في {يُنَادِ}، والباقون بغير ياء، واتفقوا في الوصل على حذف الياء، وأما {الْمُنَادِ} فقرأ ابن كثير، ويعقوب: بإثبات الياء بعد الدال وقفًا ووصلًا، وأثبتها وصلًا


= {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ} والتنوين نحو {فَتِيلًا (٤٩) انْظُرْ} فأبو عمرو بكسر النون والتاء والدال والتنوين على أصل التقاء الساكنين، قال ابن الجزري:
والساكن الأول ضم
لضم همز الوصل واكسره (نـ) ما … (فـ) ـز غير قل (حـ) ـلا وغير أو (حـ) ـما
والخلف في التنوين مز وان يجر … زن خلفه
والحجة لمن ضم أنه لما احتاج إلى حركة هذه الحروف كره الخروج من كسر إلى ضم فأتبع الضم الضم ليأتي باللفظ من موضع واحد، فإن قيل: فلم وافقهم أبو عمرو على الكسر إلا في الواو واللام وحدهما؟ فقل: لما احتاج إلى حركة الواو حركها بحركة هي منها لأن الضم فها أسهل من الكسر ودليله قوله تعالى: {اشتروا الضلالة بالهدى}. فإن قيل: فما حجة ابن عامر في ضم التنوين؟ فقل: الحجة له أن التنوين حركة لا تثبت خطًّا ولا يوقف عليه فكانت الحركة بما بعده أولى من الكسر.
(التيسير ص ٧٢، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر ١/ ١٩٨، السبعة ص ١٧٤، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ١/ ٩٢).
(١) قال ابن الجزري:
أدبار كسر … (حرم) (فتى)
وحجة من قرأ بالكسر أنه جعله مصدر "أَدبر"، فنصبه على الظرف، والمصادر تُجعل ظروفًا على تقدير إضافة أسماء الزمان إليها، وحذفُها اتساعًا، والتقدير: ومن الليل فسَبِّحه ووقتَ أدبار السُّجود، أي: وسَبِّحه وقتَ السُّجود، أي: بعد الصلاة، وهو كقولهم: جئت مَقدَمَ الحاج، أي: وقتَ مقدمِ الحاج، ورأيتك وقت خفوق النجم، أي: وقت خفوقه، وحذف المضاف في هذا الباب هو المستعمل في أكثر الكلام، وفي هذه الآية أمر من الله جلّ ذكره لنا أن نسبحه بعد الفراغ من الصلاة، وقيل: يراد بالتسبيح في هذا الركعات بعد المغرب.
(شرح طيبة النشر ٦/ ١٧، المبسوط ص ٤١٤، النشر ٢/ ٣٧٦، السبعة ص ٦٠٧).
(٢) وحجة من قرأ بالفتح أنه جعله جمع "دُبُر" وقد استعمل ذلك أيضًا ظرفًا، قالوا: جئتك دُبُرَ الصلاة، فهو منصوب على الظرف أيضًا (شرح طيبة البشر ٦/ ١٧، المبسوط عى ٤١٤، البشر ٢/ ٣٧٦، السبعة ص ٦٠٧، زاد المسير ٨/ ٢٣، وتفسير ابن كثير ٤/ ٢٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>