للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بهمزة وصل بعد الواو وتشديد التاء الفوقية مفتوحة وفتح العين وبعد العين تاء فوقية ساكنة (١).

قوله تعالى: {ذُرِّيَّتُهُمْ} [الطور: ٢١] قرأ أبو عمرو بألف بعد الياء التحتية وكسر التاء الفوقية بعد الألف، وقرأ ابن عامر، ويعقوب كذلك، إلا أنهما بضم التاء الفوقية جمعًا (٢).

والباقون بغير ألف بعد الياء التحتية وضم التاء الفوقية؛ على الإفراد (٣).

قوله تعالى: {أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} [الطور: ٢١] قرأ ابن كثير، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف: بغير ألف بعد الياء التحتية وفتح التاء الفوقية بعدها؛ إفرادًا (٤).


(١) وحجة من وصل الألف أنه أضاف الفعل إلى "الذرية" فارتفعت بفعلها، ولولا الجماعة لكانت القراءة الأوُلى أحبَّ إليّ لصحة معناها، ولأنه ليس كل من آمن اتَّبعتْه ذريتُه بإيمان، إنما ذلك إلى الله يُوفّق من يشاء من ذرية المؤمنين إلى الإيمان بمثل إيمانهم، ويخذل من يشاء فلا يوَفقه إلى الإيمان (النشر ٢/ ٣٧٧، المبسوط ص ٤١٥، الغاية ص ٢٦٥، السبعة ص ٦١٢، الكشف عن وجوه القراءات ٢/ ٢٩٠، التيسير ص ٢٠٣، معاني القرآن ٣/ ٩١).
(٢) قال ابن الجزري:
بواتبعت ذرية امدد (كـ) ـم (حما) … وكسر رفع التا (حـ) ـلا واكسر (د) ما
وحجة الجمع، لكثرة الذرية، وبكسر التاء لأنه مفعول {أتبعناهم}، وحجة قراءة ابن عامر كقراءة أبي عمرو، لأنه فاعل {وَاتَّبَعَتْهُمْ} لأن الذرية في قراءته تابعون الآباء (الغاية ص ٢٦٥، شرح طيبة النشر ٦/ ٢١، ٢٢، النشر ٢/ ٣٧٧، السبعة ص ٦١٢، التيسير ص ٢٠٣).
(٣) وأما وجه قراءة من قرأ بالتوحيد في اللفظ: فإن الذرية تقع للواحد والجمع، فاكتفوا بلفظ الواحد لدلالته على الجمع، ورفعوا الذرية بفعلهم، وهو الاتباع (المبسوط ص ٤١٥، الغاية ص ٢٦٥، شرح طيبة النشر ٦/ ٢١، ٢٢، النشر ٢/ ٣٧٧، السبعة ص ٦١٢، التيسير ص ٢٠٣، زاد المسير ٨/ ٥٠، تفسير ابن كثير ٤/ ٢٤١).
(٤) قال ابن الجزري:
............... … ذرية اقصر وافتح التاء (د) نف
(كفى) كثان الطور ياسين لهم
وحجتهم أن الذرية لما في الحجور وما يتناسل بعد والدلالة على ذلك قوله تعالى {أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ} فلا شيء أكثر من ذرية آدم والذين لم يرهم: آدم من ذريته أكثر من الذين رآهم وقد أجمعوا هنا على ذرية بلا خلاف بين الأمة فكان رد ما اختلفوا إلى ما أجمعوا عليه أولى بالصواب وقوله عقيب ذلك: {وكنا ذرية من بعدهم} بلفظ واحد أدل دليل على صحة التوحيد إذ كانوا هم الذين أخبر عنهم وقد أجمعوا على التوحيد (إبراز المعاني ٢/ ٤٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>