للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العين (١)، وقرأ بنصب الفاء: ابن عامر، وعاصم، ويعقوب (٢).

والباقون بالرفع (٣).

قوله تعالى: {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ} [الحديد: ١٢] قرأ السوسي بإمالة الألف بعد الراء، في الوصل - بخلاف عنه (٤) - والباقون بالفتح، وأما في الوقف: نقرأ بالإمالة المحضة: أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف (٥)، وقرأ ورش بين اللفظين (٦)،


= خفف وأثبت الألف أنه حمله على الكثير؛ لأن فعَّلت مشدد العين بابه تكثير الفعل، تقول: غلَّقتُ الأبواب إذا فعلت ذلك مرة واحدة. أما من فتح الفاء فإنه حمل الكلام على المعنى فجعله جوابًا للشرط، لأن المعنى: أن يكون قرض تبعه أضعاف، فحمل يضاعفه على المصدر فعطف على القرض، والقرض اسم فأضمر "أن" ليكون مع {فَيُضَاعِفَهُ} مصدرًا فتعطف مصدرًا على مصدر. وقد اختلف في حذف الألف وتشديد العين منهما ومن سائر الباب وجملته عشرة مواضع: موضعي البقرة، و {مضعّفة} بآل عمران، و {يضعِّفها} بالنساء، و {يضعَّف لهم} بهود، {يضعَّف} بالفرقان، و {يضعَّف لها} بالأحزاب، و {فيضعِّفه له} و {يضعَّف لهم} بالحديد، و {يضعِّفه} بالتغابن، فإن ابن كثير و ابن عامر وأبا جعفر ويعقوب يقرأون بالتشديد مع حذف الألف في جميعها. (الكشف عن وجوه القراءات ١/ ٣٠١، شرح طيبة النشر ٤/ ١٠٧، الغاية ص ١١٥، حجة القراءات ص ١٣٩).
(١) وحجة من خفف وأثبت الألف: أن أبا عمرو حكى أن ضاعفت أكثر من ضعَّف؛ لأن ضعَّف معناه مرتان، وحكى أن العرب تقول: ضعفت درهمك؛ أي جعلته درهمين، وتقول: ضاعفته؛ أي جعلته أكثر من درهمين (الكشف عن وجوه القراءات ١/ ٣٠٠، إتحاف فضلاء البشر ص ١٥٩، ١٦٠).
(٢) فحجة من نصب أنه حمل الكلام على المعنى، لأن المعنى: من ذا الذي يقرض الله، أيقرض الله أحدٌ فيضاعفَه له، فنصب، لأنه جواب الاستفهام بالفاء، فالنصب في الآية محمول على معنى الآية، ثُم على معنى المعنى.
(٣) وحجة من رفع، أنه لمّا رأى الاستفهام في قوله: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ} إنما هو عن الأشخاص دون القرض فلم يستقم نصبُ الجواب، إذ ألفُ الاستفهام لم تدخل على فعل فيقع الجواب بفعل، إنما دخلت على اسم، فلا يُجاوب الاسم بفعل. لو قلت: أزَيدٌ في الدار فتكرمُه، لم يحسن نصب "تكرمه" على جواب الاستفهام.
(٤) هناك قاعدة مطردة تخص السوسي في هذه المسألة، وهي أنه يقرأ كالجماعة وقفًا، وأما وصلًا فله الوجهان: الفتح والإمالة، قال ابن الجزري:
....... بل قبل ساكن بما أصل قف
وخلف كالقرى التي وصلا يصف
(٥) وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري (شرح طيبة النشر ٣/ ٨٨، ٨٩، إتحاف فضلاء البشر ص ١٤٤).
(٦) هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>