للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حال: إذا وقف على الألف أو على اللام، فلا يبتدأ إلا من أول الكلمة؛ لأن لام الجر لها تعلُّق بما قبلها (١).

قوله تعالى: {حَتَّى يُلَاقُوا} [٤٢] قرأ أبو جعفر بفتح الياء التحتية وإسكان اللام وفتح القاف (٢)، والباقون بضم الياء التحتية وفتح اللام وبعدها ألف وضم القاف (٣).

قوله تعالى: {إِلَى نُصُبٍ} [٤٣] قرأ ابن عامر، وحفص: بضم النون والصاد (٤)،


(١) كتبت لام الجر مفصولة في المشهورة {مَالِ هَذَا الرَّسُولِ} و {مَالِ هَذَا الْكِتَابِ} {فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ} {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا} هذه المواضع الأربعة تنبيهًا على انفصالها من مجرورها في المعنى فوقف أبو عمرو على -ما- لأن حرف الجر من الكلمة الآتية ووقف باقي القراء على اللام اتباعًا للرسم واختلف عن الكسائي ويعقوب، فروى عنه مثل أبي عمرو ومثل الجماعة وتقدير البيت ومال في هذه السور الأربع الوقف فيها على لفظ ما حج أي غلب في الحجة لأن الكلمة مستقلة فوقف عليها ولم يقف على اللام الخافضة لأنها مع ما بعدها كالكلمة الواحدة ولفظه بقوله {ومال} تنبيه على أن الرسم كذلك فمنه نأخذ أن وقف المسكوت عنه من القراء على اللام وقوله: (رتلا) أي بين ومنه ترتيل القراءة وهو الترتيل فيها والتبيين اي نقل الخلاف عن الكسائي في الكتب، قال ابن الجزري:
ومال سال الكهف فرقان النسا … قيل على ما حسب حفظه رسا
قال ابن الجزري: وهذه الكلمات قد كتبت لام الجر فيها مفصولة مما بعدها فيحتمل عند هؤلاء الوقف عليها كما كتبت لجميع القراء اتباعًا للرسم حيث لم يأت فيها نص وهو الأظهر قياسًا، ويحتمل أن لا يوقف عليها من أجل كونها لام جر، ولام الجر لا تقطع مما بعدها. أما الوقف على "ما" عند هؤلاء فيجوز بلا نظر عندهم بمذاهبهم والأقيس على أصولهم، وهو الذي اختاره أيضًا وآخذ به فإنه لم يأت عن أحد منهم في دلك نص يخالف ما ذكرنا.
واعلم أنه لا يجوز الوقف على "ما" أو "اللام" إلا اختبارًا -بالباء الموحدة- أو اضطرارًا فقط. فإذا وقف القارئ على "ما" أو "اللام" في حالة الاختبار، أو الاضطرار فلا يجوز الابتداء بـ"اللام" أو بـ"هؤلاء" لما في ذلك من فصل الخبر عن المبتدأ، أو المجرور عن الجار (الهادي ١/ ٣٧٨، إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع - أبو شامة الدمشقى ١/ ٢٧٧، التيسير ص ٦١، الهادي ١/ ٣٧٧).
(٢) قال ابن الجزري:
ويلاقوا كلها يلقوا (ثـ) ـنا
بفتح الياء وإسكان اللام وفتح القاف من غير ألف قبلها مضارع لقي (شرح طيبة النشر ٥/ ٢٢٦، النشر ٢/ ٣٧٠، المبسوط ص ٤٠٠).
(٣) ووجه القراءة: أنها مضارع لاقى.
(٤) قال ابن الجزري:
نصب اضمم حركن به (عـ) ـفا (كـ) ـم =

<<  <  ج: ص:  >  >>