للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بإمالتهما بين بين، وهو على أصله في الهمزة من المد والتوسُّط والقصر، وأمال أبو عمرو الهمزة محضة، واختلف عن السوسي في الراء (١)، وقرأ الباقون بالفتح فيهما.

قوله تعالى: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} [٢٤] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب - بخلاف عن روح -: بالظاء المشالة (٢)، وقرأ الباقون بالضاد، والرَّسْمُ بالضاد (٣).

قوله تعالى: {لِمَنْ شَاءَ} [٢٨] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الشين (٤)، والباقون بالفتح، وإذا وقف حمزة، وهشام، أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسُّط والقصر.

* * *


(١) قال ابن الجزري:
حرفي رأى (مـ) ـن (صحبة) (لـ) ـنا اختلف … وغير الأولى الخلف (صـ) ـف والهمز (حـ) ـف
وذو الضمير فيه أو همز ورا … خلف (مـ) ـنى قللهما كلا (جـ) ـرى
(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر ١/ ص ١١٧).
(٢) قال ابن الجزري:
بضنين الظا (ر) غد … (حبر) (غـ) ـنا
وحجة من قرأ بالظاء: أنه على معنى "متهم"، أي: ليس محمد بمتهم في أن يأتي مِن عند نفسِه بزيادةِ فيما أُوحي إليه، أو يُنقص منه شيئًا، ودل على ذلك أنه لم يتعدّ إلّا إلى مفعول واحد، قام مقام الفاعل، وهو مضمر فيه، و"ظننت" إذا كانت بمعنى "اتهمت" لم تتعدّ إلّا إلى مفعول واحد، وقد رَوت عائشة رضي الله عنها أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ: "بِظنين" تعني بالظاء.
(النشر ٢/ ٣٩٩، المبسوط ص ٤٦٤، الغاية ص ٢٨٨، السبعة ص ٦٧٣، الكشف عن وجوه القراءات ٢/ ٣٦٤).
(٣) ووجه القراءة: أنها بمعنى بخيل بما يأتيه من قبل ربه اسم فاعل من ضن بخل (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر ١/ ص ٥٧٤).
(٤) سبق بيان الخلاف عن هشام في {شَاءَ} و {جَاءَ} و {وَزَادَهُ} و {خَابَ} قبل صفحات قليلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>