(٢) لم يتعرض المؤلف إلى قوله {يُوثِقُ} وقد قرأ الكسائي ويعقوب قوله: {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (٢٥) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ} بفتح الذال والثاء، قال ابن الجزري: وافتحا يوثق يعذب (ر) ض (ظـ) ــــما وحجة ذلك أنهما قرآه بالبناء للمفعول على ما لم يُسمّ فاعله، أضاف الفعلين إلى الكافر المعذب الموثق، ورفع أحدًا، لأنه مفعول لم يُسمّ فاعله، فالهاء في {عَذَابَهُ} للكافر، وكذلك هي في {وَثَاقَهُ}، وهو الإنسان المذكور في قوله: {يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ} "٢٣" والتقدير: لا يعذَّبُ أحدٌ مثلَ تعذيبه، ولا يوثَق أحدٌ مثل إيثاقه، فأقام "العذاب" مقام التعذيب، و"الوثاق" مقام الإيثاق، كما استعملوا العطاء في موضع الإعطاء. والعذاب والوثاق اسمان وقعا موقع مصدرين، وذلك مستعمل في كلام العرب. قال الفرّاء في معنى هذه القراءة: فيومئذ لا يُعذَّب أحدٌ في الدنيا كعذاب الله في الآخرة. ورُوي أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: كان يقرأ بفتح الذال والثاء (شرح طيبة النشر ٦/ ١١١، النشر ٢/ ٤٠١، الغاية ص ٢٩٢، السبعة ص ٦٨٥، التيسير ص ٢٢٢، الكشف عن وجوه القراءات ٢/ ٣٧٣). (٣) وحجة من قرأ بكسر الذال والثاء من [{يُعَذِّبُ} - {يُوثِقُ}]: أنهم أضافوا الفعل إلى الله جلّ ذكره، والهاء في {عَذَابَهُ} {وَثَاقَهُ} للهِ جَلَّ ذكره، والتقدير: فيومئذ لا يُعذِّب أحدٌ أحدًا مثلَ تعذيب الله للكافرين ولا يُوثق أحدًا أحدًا مثل إيثاق الله للكافرين، و {أَحَدٌ} فاعل. وقيل: تقديره: فيومئذ لا يُعذب أحدٌ أحدًا مثل تعذيب الكافر، ولا يُوثق أحد أحدًا مثل إيثاق الكافر، فتكون كالقراءة الأُولى على هذا التقدير، لإضافة العذاب إلى الكافر (شرح طيبة النشر ٦/ ١١١، النشر ٢/ ٤٠١، الغاية ص ٢٩٢، السبعة ص ٦٨٥، التيسير ص ٢٢٢، الكشف عن وجوه القراءات ٢/ ٣٧٣، زاد المسير ٩/ ١٢٢). (٤) إذا جاءت الهمزة المتوسطة مكسورة بعد فتح؛ فقد انفرد الهذلي عن هبة الله بتسهيلها من [{وَتَطْمَئِنَّ} - =