(١) سبق قريبًا. (٢) هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه. (٣) قال ابن الجزري: أطعم فاكسر وامددا وارفع ونون فك فارفع رقبه … فاخفض (فتى) (عم) (ظـ) ـــهيرا (نـ) ـــدبه والقراءة على ذلك أنهم جعلوه فعلًا ماضيًا، وبنصب {رَقَبَةً}، على أنها مفعولة لـ {فَكُّ}، وقرؤوا: "أو أَطعَم" بفتح الهمزة والميم، مِن غير ألف بعد العين، جعلوه فعلًا ماضيًا .. وحجة من قرأ "فَكَّ" و"أَطعَم" بالفتح أنه لمّا وقع لفظ الماضي في قوله: {فَلَا اقْتَحَمَ}، واحتاج إلى تفسير الاقتحام ما هو؟ فسَّره بفعل ماض مثله، كما قال: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ} [الحاقة: ٣]، ثم فسَّره بفعل ماض بقوله: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ} [الحاقة: ٤]، ومثله في تفسير الجمل بالفعل الماضي قوله تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ} [آل عمران: ٥٩]، ثم فسَّر التمثيل بين آدم وعيسى كيف هو فقال: {خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ}، أي: مِن غير أَبٍ كما خَلَق عيسى مِن غير أب، وهذا قد فُسَّر فيه الاسم بالماضي فتفسير الماض بالماضي أقوى وأَحسن، ولو جعلتَ {فَكَّ رَقَبَةً (١٣) أَوْ أطْعَم} في قراءة من فتح تفسيرًا لِلجملة في قوله: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ} لحسُن، كما حسُن أن يكون "خلقه من تراب" تفسيرًا لِلجملة التي هي اسم "إن وخبرها" ويُقوّي القراءة بالفتح على الفعل الماضي أن بعده: {ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا} [١٧] فعطف عليه بالفعل الماضي، فوجَبَ أن يكون ما قبله بلفظ الماضي، ليتَّفِق المعطوف والمعطوف عليه في اللفظ. (٤) حجة من رفع {فَكُّ} و {إِطْعَامٌ} أنه لمّا تقدَّم السؤال في قوله: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ} [١٢] احتاج هذا السؤال إلى جواب وتفسير، وتفسير مثل هذا إنّما وقع في القرآن بالجمل، بالابتداء والخبر كقوله: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ} [الهمزة: ٥] ثم فسّر هذا السؤال بالابتداء والخبر فقال: {نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ} [الهمزة: ٦] =