للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقرأ خلف -عن حمزة- بالإشمام، أي: بين الصاد والزاي (١). والباقون بالصاد.

قوله تعالى: {مِنَ النَّبِيِّينَ} [٦٩] قرأ نافع بالهمزة (٢).

والباقون بالياء (٣)، وورش على أصله بالمد والتوسّط والقصر (٤).

قوله تعالى: {لَيُبَطِّئَنَّ} [٧٢] قرأ أبو جعفر بإبدال الهمزة ياءً، وففًا ووصلًا، وحمزة وقفًا لا وصلًا (٥).


(١) أي أن خلف عن حمزة قرأ بالصاد المشمة صوت الزاي حيث وقعا، وحجته في ذلك أنه لما رأى الصاد فيها مخالفة للطاء في الجهر؛ لأن الصاد حرف مهموس والطاء مجهور أشم الصاد لفظ الزاي للجهر الذي فيها؛ فصار قبل الطاء حرف يشابهها في الإطباق وفي الجهر. وهنا فائدة لابد من ذكرها وهي: أنه اختلف عن خلاد على أربعة طرق: الأول: الإشمام في الأول من الفاتحة فقط. الثاني: الإشمام في حرفي الفاتحة فقط. الثالث: الإشمام في المعرف باللام في الفاتحة وجميع القرآن. الرابع: عدم الإشمام في الجميع. (شرح طيبة النشر ٢/ ٤٩، وانظر الكشف عن وجوه القراءات ١/ ٣٤).
(٢) فيصير النطق {النَّبِيِّينَ} وقد احتج من همز بأنه أتى به على الأصل؛ لأنه من النبأ الذي هو الخبر؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- مخبِرٌ عن الله، فهي تبنى على فعيل بمعنى فاعل؛ أي منبىُ عن الله؛ أي مخبر عنه بالوحي (انظر: الكشف عن وجوه القراءات ١/ ٢٤٤، والتيسير ص: ٧٣، والنشر ١/ ٤٠٠، وحجة القراءات ص: ٩٨) و {النَّبِيِّينَ} هنا بمعنى المخبرين.
(٣) ومعنى {النَّبِيِّينَ} مأخوذ من نبا ينبو إذا ارتفع، فيكرن فعيلًا من الرفعة، والنبوة: الارتفاع، وإنما قيل للنبي نبي لارتفاع منزلته وشرفه تشبيهًا له بالمكان المرتفع (انظر حجة الفراءات ص: ٩٩، النشر ١/ ٤٠٠).
(٤) يقصد المصنف هنا ورش من طريق الأزرق وهو خطأ يقع فيه المصنف على طول الكتاب.
(٥) إذا وقعت الهمزة مفتوحة بعد مكسور فقرأها أبو جعفر بالإبدال ياء في {رِئَاءَ النَّاسِ} البقرة ٢٦٤ والنساء ٣٨ والأنفال ٤٧ وفي {خَاسِئًا} بالملك الآية ٤ وفي {نَاشِئَةَ اللَّيْلِ} بالمزمل ٦ وفي {شَانِئَكَ} بالكوثر ٣ وفي {اسْتُهْزِئَ} بالأنعام ١٠ والرعد ٣٢ والأنبياء ٤١ وفي {قُرِئَ} بالأعراف ٢٠٤ والانشقاق ٢١ و {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ} بالنحل ٢٦ والعنكبوت ٥٨ و {لَيُبَطِّئَنَّ} بالنساء ٧٢ و {مُلِئَتْ} بالجن الآية ٨ و {خَاطِئَةٍ} و {بِالْخَاطِئَةِ} و {مِائَةَ - فئة} وتثنيتهما واختلف عنه في {مَوْطِئًا} من روايتيه جميعًا كما يفهم من النشر ووافقه الأصبهاني عن ورش في {خَاسِة} و {نَاشِئَةَ} و {مُلِئَتْ} وزاد {فَبِأَيِّ} واختلف عنه فيما تجرد عن الفاء نحو {بِأَيِّ أَرْضٍ {بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ}، قال ابن الجزري:
وشانئك قري نبوي استهزيا … باب مائة فئة وخاطئة رِئا
يبطئن ثب وخلاف موطيا

<<  <  ج: ص:  >  >>