للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {لَا تَعْدُوا} قرأ أبو جعفر بإسكان العين وتشديد الدال (١).

وقرأ قالون بتشديد الدال واختلف عنه في إسكان العين، واختلاس فتحتها (٢).

وقرأ ورش بفتح العين، وتشديد الدال.

وقرأ الباقون بإسكان العين، وتخفيف الدال (٣).

قوله تعالى: {وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ} [١٥٥] قرأ أبو عمرو، ويعقوب - في الوصل - بكسر الهاء والميم (٤). وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف بضم الهاء والميم. وقرأ الباقون بكسر الهاء، وضم الميم. وأما الوقف: فالجميع بكسر الهاء، وإسكان الميم.


(١) قال ابن الجزري:
تعدوا فحرك جد وقالون اختلس … بالخلف واشددن له ثم أنس
فالحجة لمن فتح وشدد أنه أراد تعتدوا فنقل حركة التاء إلى العين وأدغم التاء في الدال فالتشديد لذلك وأصله تفتعلوا من الاعتداء ومثله تخطف وتهدي (البشر في القراءات العشر ٢/ ٢٥٣ والحجة في القراءات السبع لابن خالويه ١/ ١٢٨).
(٢) وقرئ باختلاس حركة العين، لأنها حركة عارضة عليها، لأن أصلها "تعتدوا"، فأصلها السكون، ثم أدغمت التاء في الدال، بعد أن ألقيت حركها على العين، فاختلس حركة العين، ليخبر أنها حركة غير لازمة، ولم يمكنه أن يسكن العين، لئلا يلتقي ساكنان: العين، وأول المدغم. وكره تمكين الحركة، إذ ليس بأصل فيها، وحسن ذلك للتشديد الذي في الكلمة، ولطولها، وقد قيل: أنه إنما أخفى الحركة، إذ هي غير أصلية، وأتى هذا في هذه الكلمة سماعًا، وليس بأصل يقاس عليه في كل ما كان قد ألقى عليه حركة ما بعده. وقد رُوي عنه إسكان العين، وقرأ كذلك ورش بفتح العين، والتشديد على الأصل، وأصله "تعتدوا" في قراءاته، ثم ألقى حركة التاء على العين، وأدغمها في الدال، وقرأ الباقون بإسكان العين والتخفيف، على أنه على وزن "تفعلوا"، وأصله "تعتدووا" بواوين، لأنه عدا يعدو، ثم أعل فصار "تعدو"، مثل قولك: لا تدعوا ولا تعدوا، إذا نهيت الجماعة، وشاهده قوله: {إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ} (الأعراف ١٦٣) وقال: {فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} (المؤمنون ٧)، وقال: {غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ} (البقرة ١٧٣)، فكل هذا من: عدا يعدو، فهو شاهد للإسكان في الآية، وهو الاختيار لأن الأكثر عليه. (البشر في القراءات العشر ٢/ ٢٥٣ والكشف عن وجوه القراءات ١/ ٤٠٢).
(٣) والحجة لمن أسكن وخفف أنه أراد لا تفعلوا من العدوان (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ١/ ١٢٨، التيسير ص ٩٨، البشر ٢/ ٦٢٠٣ السبعة ص ٢٤٠).
(٤) سبق نظيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>