أتغضبُ إن أُذُنا قُتيبةَ حُزّتا … جِهارًا ولم تغضب لقتل ابن خازِمِ أنشده بكسر "إن"، والذي بعدها أمر قد كان ووقع، لكنه على معنى المثال، على معنى: أتغضب أن وقع مثل حَزّ أُذني قتيبة. (شرح طيبة النشر ٤/ ٢٢٥، السبعة ص ٢٤٢، الكشف عن وجوه القراءات ١/ ٤٠٥). (١) وحجة من فتح "أن" أنه هو الظاهر في التلاوة، وعليه أتى التفسير، لأن المشركين صدوا النبي عليه السلام والمسلمين عن البيت، ومنعوهم دخول مكة، فهو أمر قد مضى، قال الله جلّ ذكره: لا يكسبنكم بغض قوم من أجل أن صدوكم عن المسجد الحرام الاعتداء. والفتح الاختيار، لأن عليه أتى التفسير أنه أمر قد مضى، وهو ظاهر اللفظ، ولأن أكثر القراء عليه. (الكشف عن وجوه القراءات ١/ ٤٠٥). (٢) سبق بيان حكم قراءة تا التفعل قريبًا بما أغنى عن ذكره هنا لقرب الموضعين. (٣) قيد العلماء النون بالسكون لتخرج المتحركة وترك ذلك في التنوين لأن وضعه السكون وأكثرهم قسم أحكام الباب إلى أربعة إظهار وإدغام وقلب وإخفاء قيل والتحقيق أنها ثلاثة إظهار وإدغام محض وغير محض وإخفاء مع قلب وبدونه ودليل الحصر استقرائي لأن الحرف الواقع بعدهما إما أن يقرب من مخرجهما جدًّا أو لا، الأول: واجب الإدغام، والثاني: إما أن يبعد جدًّا أو لا، الأول: واجب الإظهار، والثاني: واجب الإحفاء فالإخفاء حينئذ حال بين الإدغام والإظهار وقيل بل خمسة والخلف لفظي: الأول الإظهار وهو عند حروف الحلق الستة وهي الهمزة نحو {وينأون} فقط {من آمن عاد إذ} والهاء {عنهم - من هاد - امرؤ هلك} والعين {أنعمت - من علم - حقيق على} والحاء {وانحر - من حكيم حميد) والغين {فسينغضون - من غل - ماء غير} والخاء {المنخنقة - إن خفتم - يومئذ خاشعة} فاتفق القراء على إظهار النون الساكنة والتنوين عند الستة لبعد المخرجين إلا أن أبا جعفر قرأ بإخفائهما عند الأخيرين الغين والخاء المعجمتين كيف وقعا لكن استثنى بعض أهل الأداء له {فَسَيُنْغِضُونَ} الإسراء ٥١ {يَكُنْ غَنِيًّا} النساء ١٣٥ {وَالْمُنْخَنِقَةُ} المائدة الآية ٣ فأظهر فيها كالجمهور وفي البشر الاستثناء أشهر وعدمه أقيس. قال ابن الجزري: =