للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَإِذْ تَخْلُقُ} [١١٠] قرأ أبو عمرو، والكسائي، وهشام، وحمزة، وخلف بإدغام ذال "إِذْا" في التاء (١). والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {كَهَيْئَةِ} [١١٠] قرأ ورش (٢) بالمد والتوسّط على الياء، وأبدل أبو جعفر الهمزة ياء، وأدغمها في الياء (٣)، وكذا يفعل حمزة في الوقف. والباقون بالهمزة.

قوله تعالى: {الطَّيْرِ … فَتَكُونُ طَيْرًا} [١١٠] قرأ أبو جعفر بالألف بعد الطاء، بعدها همزة مكسورة فيهما، ووافقه نافع ويعقوب في "طائِرًا" (٤). وقرأ الباقون بياءٍ ساكنة


= أبي الحسن بن غلبون وقرأ بها أيضًا على شيخه أبي الفتح عن قراءته على السامري من طريق الحلواني وهو ظاهر التيسير، أما قراءة الفتح فقد نقلها عنه صاحب الإرشاد والغاية والمستنير والجامع والتجريد، وبها قرأ الداني على أبي الفتح أيضًا من طريق أبي نشيط، وهي الطريق التي في التيسير وقد ذكر الوجهين جميعًا الشاطبي، قال الناظم:
توراة جد والخلف فضل بجلا
(١) هذه قاعدة مطردة: أن ذال إذ تدغم في التاء قولًا واحدًا لأبي عمرو وهشام وحمزة وخلف البزار والكسائي، وقرأها الباقون بالإظهار. قال ابن الجزري:
إذ في الصفير وتجد أدغم (ح) ـلا … لي وبغير الجيم قاض رتلا
والخلف في الدال مصيب وفتى … قد وصل الإدغام في دال وتا
(إتحاف فضلاء البشر ص ١٢٩ (باب ذال إذ).
(٢) هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.
(٣) اختلف القراء في حرفي اللين إذا وقع بعدهما همز متصل نحو "شيء" كيف وقع في القرآن مرفوعًا أو منصوبًا أو مجرورًا، ونحو "كهيئة" فالقراء في ذلك على مذهبين، الأول: القصر لجميع القراء عدا الأزرق، أي عدم المد مطلقًا، وذلك لعدم إلحاقهما بحروف المد وقد ورد عن بعض علماء القراءات التوسط بالخلاف في لفظ شيء عن حمزة، والثاني له هو السكت. أما المذهب الثاني: فهو التوسط والإشباع للأزرق؛ إلحاقًا لهما بحروف المد لما فيهما من خفاء، واستثني من ذلك كلمتان هما: "موئلًا" و"الموؤدة" فليس فيهما سوى القصر كباقي القراء؛ وذلك لعروض سكونهما؛ لأنهما من وأل ووأد، واختلف أيضًا عن الأزرق في واو "سوءاتهما" و "سوءاتكم"؛ حيث قال ابن الجزري في النشر (١/ ٣٤٧): فإني لا أعلم أحدًا روى الإشباع في هذا الباب إلا وهو يستثني "سوءات" فعلى هذا يكون الخلاف دائرًا بين التوسط والقصر، أي عدم المد مطلقًا. قال ابن الجزري في باب المد والقصر:
وحرفي اللين قبيل همزة … عنه امددن ووسطن بكلمة
لا موئلا موؤدة
(٤) قال ابن الجزري في سورة آل عمران: =

<<  <  ج: ص:  >  >>