للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقرأ الباقون بفتحهما؛ هذا كله في الوصل.

وأما في الوقف مثل: "رَأَى كَوْكَبًا" (١).

قوله تعالى: {وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي} [٧٩] فتح الياء في الوصل: نافع، وابن عامر، وحفص، وأبو جعفر. والباقون بالسكون (٢).

قوله تعالى: {أَتُحَاجُّونِّي} [٨٠] قرأ نافع، وأبو جعفر، وابن عامر - بخلاف عن هشام - بتخفيف النون (٣). الباقون بالتشديد (٤).


(١) إذا وقعت (رأى) فعلًا ماضيًا وكان بعده ساكن وهو في ستة مواضع (رأى القمر - رأى الشمس) بالأنعام الآية ٧٧، ٧٨ {رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} بالنحل الآية ٨٥ وفيها {رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا} الآية ٨٦، وبالكهف {وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ} الآية ٥٣، وبالأحزاب {رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ} الآية ٢٢ فقرأ بإمالة الراء من ذلك وفتح الهمزة أبو بكر وحمزة وكذا خلف والباقون بالفتح فيهما وحكى الشاطبي رحمه الله تعالى الخلاف في إمالة الهمزة عن أبي بكر وفي إمالة الراء والهمزة معًا عن السوسي تعقبها في النشر بأن ذلك لم يصح عن أبي بكر ولا عن السوسي من طرق الشاطبية كأصلها بل ولا من طرق النشر، قال: وبعض أصحابنا ممن يعمل بظاهر الشاطبية يأخذ للسوسي في ذلك بأربعة أوجه فتحهما وإمالتهما وفتح الراء وإمالة الهمزة وعكسه ولا يصح منها سوى الأول والله أعلم هذا حكم الوصل، أما الوقف فكل من القراء يعود إلى أصله في الذي بعده متحرك غير مضمر من الفتح والإمالة والتقليل، قال ابن الجزري:
وقبل ساكن أمل للرا (صفا) … (فـ) ـي وكغيره الجميع وقفا
(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر ١/ ص ١١٧، التيسير ص ١٠٣، السبعة ص ٢٦٠).
(٢) فيصير النطق (وَجْهِيْ للذي)، قال ابن الجزري:
وجهي (عـ) لا (عـ) ـم
(شرح طيبة النشر ٣/ ٢٨٦).
(٣) الحجة لمن خفف أنه لما اجتمعت نونان تنوب إحداهما عن لفظ الأخرى خفف الكلمة بإسقاط إحداهما كراهية لاجتماعهما كما قال الشاعر:
رأتْهُ كالثَّغَامِ يعلُّ مِسْكًا … يسوءُ الفالياتِ إذا فليني
أراد فلينني فحذف إحدى النونين ومثله (فبم تبشرون) بنون واحدة يذكر في موضع. قال ابن الجزري:
................ وخف … نون تحاجون (مدًا) (مـ) ـن (لي) اختلف
(الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ١/ ص ١٤٣، إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات ١/ ص ٢٤٩، شرح طيبة النشر ٤/ ٢٦٠، النشر ٢/ ٢٥٩، التيسير ص ١٠٤، المبسوط ص ١٩٧).
(٤) يقرأ بتشديد النون على إدغام نون الرفع في نون الوقاية والأصل: تحاجونني، ويقرأ بالتخفيف على حذف إحدى النونين وفي المحذوفة وجهان أحدهما: هي نون الوقاية لأنها الزائدة التي حصل بها الاستثقال وقد جاء ذلك في الشعر، والثاني: المحذوفة نون الرفع لأن الحاجة دعت إلى نون مكسورة من أجل الياء ونون=

<<  <  ج: ص:  >  >>