للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {رَمَى} [١٧] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وشعبة - بخلاف عنه - بالإمالة محضة (١)، وعن نافع الفتح وبين اللفظين (٢). والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ} [١٨] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر بفتح الواو، وتشديد الهاء، وتنوين النون، و "كَيْدِ" بنصب الدال (٣).

وقرأ حفص بإسكان الواو، وتخفيف الهاء، ورفع النون من غير تنوين، وخفض دال "كَيْدِ" على الإضافة (٤). وقرأ الباقون بإسكان الواو، وتخفيف الهاء، ورفع النون


= البشر ص ١٤٤، الكشف عن وجوه القراءات ١/ ٢٥٧).
(١) هناك قاعدة مطردة؛ وبر أن حمزة والكسائي وخلف البزار أمالوا جميع الألفات المنقلبة عن ياء، وما كان منها على وزن فعلى مثلثة الفاء، وما كان منها على وزن فعالى بضم الفاء وفتحها، فأمال هؤلاء ألفات التأنيث كلها وهي زائدة رابعة فصاعدًا دالة على مؤنث حقيقي أو مجازي في الواحدة والجمع اسمًا كان أو صفة، وهو معنى قول التيسير: مما ألفه للتأنيث وهي محصورة فيما ذكره ابن الجزري بقوله:
وكيف فَعْلَى وفُعَالى ضمه … وفتحه وما بياء رسمه
(النشر ٢/ ٣٥، ٣٦، وشرح طيبة النشر ٣/ ٥٥، ٥٦).
(٢) هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.
(٣) قال ابن الجزري:
. . .. . .. . .. . . اشددن مع موهن … خفف (ظـ) ـبى (كنز)
وحجة هذه القراءة: أنها على أنه اسم فاعل من أوهن كأكرم معدى بالهمزة والتنوين على الأصل في اسم الفاعل و {كيدَ] بالنصب على المفعولية به، وحجتهم في ذلك أن التشديد إنما وقع لتكرر الفعل، وذلك ما ذكره الله من تثبيت أقدام المؤمنين بالغيث، وربطه على قلوبهم، وتقليله إياهم في أعينهم عند القتال، فذلك منه شيء بعد شيء، وحال بعد حال، في وقت بعد وقت، فكان الأولى بالفعل أن يشدد، لتردد هذه الأفعال، فكأنه أوقع الوهن بكيد الكافرين مرة بعد مرة، فوجب أن يقال موهّن لهذه الملة (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج ١/ ص ٢٩٧، شرح طيبة النشر ٤/ ٣٢٤، البشر ٢/ ٢٧٦، المبسوط ص ٢٢١، إعراب القرآن ١/ ٢٧١، حجة القراءات - ابن زنجلة ج ١/ ص ٣٠٩).
(٤) علم سكون واو {مُوهِنُ} من لفظه، قال ابن الجزري:
. . .. . .. . .. . . . .... . .. . .. .. .. . .. . .. . .. . .. . .. . … ولا ينون
مع خفض كيد (عـ) ـد. . .. . .. . .. . .. . .. . .. .....................
ووجه قراءة {مُوهِنُ} أنه اسم الفاعل من أوهن، أو وهن معدى بالهمزة أو التضعيف (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج ١/ ص ٢٩٧، شرح طيبة النشر ٤/ ٣٢٤، النشر ٢/ ٢٧٦، المبسوط ص ٢٢١، إعراب القرآن ١/ ٢٧١، حجة القراءات ج ١/ ص ٣٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>