للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العين، وتشديد الميم (١). والباقون بفتح العين، وتخفيف الميم (٢).

قوله تعالى: {إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا} [٢٩] قرأ نافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وحفص، وأبو جعفر - في الوصل - بفتح الياء (٣).

والباقون بالإسكان.

قوله تعالى: {وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا} [٢٩] قرأ نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر، والبزي - في الوصل - بفتح الياء (٤). والباقون بالإسكان.


(١) أي أخفيت كما يقال عميت عليه الأمر حتى لا يبصره وحجتهم في حرف عبد الله: فعماها عليكم، وقيل: إن في مصحف أبي (فعماها عليكم) فبان بما في حرف مصحف أبي أن الفعل مسند إلى الله وأنه هو الذي عماها فردت في قراءتنا إلى ما لم يسم فاعله والمعنى واحد والعرب تقول: عُمِّيَ عليَّ الخبر وهي مع ذلك ليس الفعل لها في الحفيقة، وإنما استجازوها على مجاز كلام العرب فإذا ضممت العين كانت مفعولًا بها غير مسمى فاعلها فاستوى حينئذ الكلام، فلم يحتج إلى مجاز كلام العرب وترك المجاز إذا أمكن تركه أحسن وأولى وأحرى وهي أن ذلك أتى عقيب قوله {وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ} وذلك خبر من نوح أن الله تعالى خصه بالرحمة التي آتاها إياه فكذلك قوله فعميت خبر عن الله أنه هو الذي خذل من كفر به، قال ابن الجزري:
.................... … عميت اضمم شدَّ (صحب)
(٢) أي فعميت البينة عليكم، وحجتهم أن التي في القصص لم يختلف فيها مفتوحة العين قال الله تعالى {فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ} فهذه مثلها فكما يقال خفي علينا الخبر يقال عمي علي الأمر، وهذا مما حولت العرب الفعل إليه وهو لغيره كقولهم: دخل الخاتم في إصبعي والخف في رجلي؛ ولا شكَّ أن الرجل هي التي تدخل في الخف والإصبع في الخاتم (حجة القراءات - ابن زنجلة ج ١/ ص ٣٣٨، النشر ٢/ ٢٨٨، شرح طيبة النشر ٤/ ٣٦١، المبسوط ص ٢٣٨، زاد المسير ٤/ ٩٧، الغاية ص ١٧٤).
(٣) وقعت ياء الإضافة قبل همزة القطع المكسورة في واحد وستين موضعًا بالقرآن الكريم اختلف منها في اثنتين وخمسين ياء نحو {مِنِّي إِلَّا} {أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} وفتح هذا النوع نافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر، والباقون بالسكون، إلا أنه وقع الخلاف على غير هذا الوجه في خمس وعشرين ياء منها؛ فقرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص وكذا أبو جعفر بفتح {أجري إلا} بيونس الآية ٧٢ وموضعي هود الآية ٢٩ وخمسة في الشعراء الآية ١٠٩، ١٢٧، ١٤٥، ١٦٤، ١٨٠ وموضع بسبأ الآية ٤٧ الجملة تسع، قال ابن الجزري:
واثنان مع خمسين مع كسر عني
إلى قوله:
وباقي الباب إلى ثنا حلى
(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج ١/ ص ١٤٧).
(٤) سبق قبل قليل.

<<  <  ج: ص:  >  >>