للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المخبث وَالرّجسِ النّجِس"؛ كما رويناه في كتاب "الدعاء" لأبي القاسم الطبراني (١). و"عمل اليوم والليلة" لأبي بكر بن السّنيّ (٢)، عن ابن عمر، رضي الله عنهما.

كل ذلك ذكره في "النشر" (٣)، والقارئ في ذلك كلّه مخيّر: إن شاء زاده، وإن شاء اقتصر على اللّفظ الوارد في سورة النحل.

وأمّا ما يتعلق بالجهر بها والإخفاء: فالمختار - عند أئمة القراء - هو الجهر بها عن جميع القراء، لا خلاف (٤) في ذلك عند أحد منهم، إلا ما جاء عن حمزة وغيره (٥).

قال الحافظ أبو عمرو الداني في "جامعه": ولا أعلم خلافًا في الجهر بالاستعاذة عند افتتاح القرآن، وعند ابتداء كل قارئ بعَرضٍ أو دَرسٍ أو تلقين - في جميع القرآن - إلا ما جاء عن نافع وحمزة (٦).


(١) حديث ضعيف الإسناد. أخرجه الطبراني في الدعاء للطبراني (١/ ١٣٤) بإسناد ضعيف ولفظه: عن أبي الزنباع روح بن الفرج المصري ثنا يوسف بن عدي ثنا عبد الرحيم بن سليمان عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دخل الخلاء قال: "اللهم إني أعوذُ بكَ من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم. وإسماعيل بن مسلم عنه أي عن الحسن وعن قتادة أيضًا كلاهما من أنس بن مالك، وإسماعيل بن مسلم ضعفه أبو زرعة وغيره.
(٢) حديث ضعيف الإسناد. أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (١/ ١٩) بإسناد ضعيف ولفظه: عن أبي عروبة حدثنا علي بن سعيد بن مسروق حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن وقتادة عن أنس بن مالك قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل الغائط قال: "اللهم إني أعوذ بك من الرجس النجس الخبيث المخبث الشطان الرجيم".
(٣) انظر النشر (١/ ٢٤٣ - ٢٥٢).
(٤) عند ابن الجزري في النشر (١/ ٢٥٢) لا نعلم في ذلك خلافًا.
(٥) روى سليم بن عيسى أخص أصحاب حمزة أن حمزة كان يخفي التعوذ والبسملة، وقد أشار الإمام ابن الجزري إلى غير ذلك بقوله:
وقيل يخفي حمزة حيث تلا … وقيل لا فاتحة وعللا
(٦) ذكر كل هذا الكلام بلفظه في النشر (١/ ٢٥٢) وشرح طيبة النشر للنويري (٢/ ٨) وما ذكره المؤلف النشار عن نافع فليس بقوي وقال النويري: وقيل: يخفي حمزة الاستعاذة في كل مكان تلاوة من القرآن سواء كان فاتحة أو غيرها، وهذه طريقة المهدوي والخزاعي، وقيل: يخفي في جميع القرآن إلا في الفاتحة فيجهر بالتعوذ في أولها وهو طريقة المبهج عن سليم، وذكر الصفراوي الوجهين عن حمزة.
وقد علل مكي بن أبي طالب على ذلك فقال: إذا صح ذلك فمعناه أنه أخفاها لئلا يظن ظان أنهما من القرآن فاكتفى بالإخفاء عن الإظهار، ولأنه إنما يقرأ عليه القرآن ولذلك أخفى (انظر الكشف عن وجوه =

<<  <  ج: ص:  >  >>