(١) قد اختلف في {لَا يَغُرَّنَّكَ} الآية ١٩٦، و {يَحْطِمَنَّكُمْ} بالنمل الآية ١٨ و {يَسْتَخِفَّنَّكَ} بالروم الآية ٦٠ {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ} {أَوْ نُرِيَنَّكَ} الزخرف (٤١ - ٤٢) فرويس بتخفيف النون مع سكونها في الخمسة واتفق على الوقف له على {نذهبن} بالألف بعد الباء على أصل نون التأكيد الخفيفة، قال ابن الجزري: يغرنك الخفيف يحطمن … أو نرين ويستخفن نذهبن (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج ١/ ص ٢٣٤). (٢) قال ابن الجزري: والكافر الكفار (شـ) ـد (كنز) (عـ) ـدى ووجه من قرأ بالجمع، لأن التَّهدُّد في الآية لم يقع لكافر واحد بل لجميع الكفار، فأتوا به على المعنى، فوافق اللفظ المعنى، وفي حرف ابن مسعود: "وسيعلم الكافرون" وفي حرف أبيّ: "وسيعلم الذين كفروا"، فهذا كله شاهد قويّ لِمن قرأه بالجمع (شرح طيبة النشر ٤/ ٣٩٤، النشر ٢/ ٢٩٨، المبسوط ص ٢٥٥، السبعة ص ٣٥٩، التيسير ص ١٣٤، المحرر الوجيز ٣/ ٣١٩). (٣) وحجة من قرأ بالتوحيد أنهم جعلوا الكافر اسمًا للجنس شائعًا، كقوله: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} "العصر ٢" فهو يدلُّ على الجمع بلفظه، وهو أخصر، وأيضًا فإنه لا ألف في الخط، والألف إنما تُحذف من الخط في فاعل كـ "خالد وصالح" ولا تكاد تحذف في "فُعّال" لئلا يتغير بتاء الجمع، ويشبه صورة المصدر. فحذف الألف من الخط يدلّ على أنه "فاعل" وليس بـ "فعّال". والقراءتان ترجع إلى معنى واحد، لأن الجمع يدلُّ بلفظه على الكثرة، والواحد الذي للجنس يدل بلفظه على الكثرة، فهما سواء (شرح طيبة النشر ٤/ ٣٩٤، النشر ٢/ ٢٩٨، المبسوط ص ٢٥٥، السبعة ص ٣٥٩، التيسير ص ١٣٤، المحرر الوجيز ٣/ ٣١٩، الكشف عن وجوه القراءات ٢/ ٢٠).