للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ} [٤٠] "إن ما" هنا مقطوعة، أي: رسمت "نون" قبل "ما" ولا نظير لها.

قوله تعالى: {نُرِيَنَّكَ} [٤٠] قرأ بتخفيف النون (١).

قوله تعالى: {وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّار} [٤٢] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر بفتح الكاف، وبألف بعد الكاف، وكسر الفاء (٢).

والباقون بضم الكاف، وفتح الفاء بعد الكاف مشددة، ولا ألف بعد الفاء (٣).

* * *


= مصدر "ثبَّت" مشدَّدًا، فالقراءتان لغتان، كما أن "ثبت وأثبت" لغتان بمعنى، لكن في التشديد معنى التأكيد والتكرير، وهو الاختيار، لأن أكثر القراء عليه. واختار أبو عبيد "ويثبّت" بالتشديد، على معنى: يقِرُّ ما كتَبه، فلا يمحوه. وتعقّب عليه ابن قتيبة، فاختار التخفيف، لأن المعروف مع المحو الإثبات، فالمعنى: يمحو الله ما يشاء ويكتب ما يشاء. أو على معنى: يمحو الله ما يشاء ويُقرُّ ما يشاء، فلا يمحوه. والتخفيف يحتمل المعنيين اللذين ذكر أهل التأويل في الآية (المبسوط ص ٢٥٥، النشر ٢/ ٢٩٨، شرح طيبة النشر ٤/ ٣٩٢، الغاية ص ١٨٣، السبعة ٣٥٩، التيسير ص ١٣١، المحرر الوجيز ٣/ ٣١٧، الكشف عن وجوه القراءات ٢/ ١٩، زاد المسير ٤/ ٣٣٧، وتفسير النسفي ٢/ ٢٥٢).
(١) قد اختلف في {لَا يَغُرَّنَّكَ} الآية ١٩٦، و {يَحْطِمَنَّكُمْ} بالنمل الآية ١٨ و {يَسْتَخِفَّنَّكَ} بالروم الآية ٦٠ {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ} {أَوْ نُرِيَنَّكَ} الزخرف (٤١ - ٤٢) فرويس بتخفيف النون مع سكونها في الخمسة واتفق على الوقف له على {نذهبن} بالألف بعد الباء على أصل نون التأكيد الخفيفة، قال ابن الجزري:
يغرنك الخفيف يحطمن … أو نرين ويستخفن نذهبن
(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج ١/ ص ٢٣٤).
(٢) قال ابن الجزري:
والكافر الكفار (شـ) ـد (كنز) (عـ) ـدى
ووجه من قرأ بالجمع، لأن التَّهدُّد في الآية لم يقع لكافر واحد بل لجميع الكفار، فأتوا به على المعنى، فوافق اللفظ المعنى، وفي حرف ابن مسعود: "وسيعلم الكافرون" وفي حرف أبيّ: "وسيعلم الذين كفروا"، فهذا كله شاهد قويّ لِمن قرأه بالجمع (شرح طيبة النشر ٤/ ٣٩٤، النشر ٢/ ٢٩٨، المبسوط ص ٢٥٥، السبعة ص ٣٥٩، التيسير ص ١٣٤، المحرر الوجيز ٣/ ٣١٩).
(٣) وحجة من قرأ بالتوحيد أنهم جعلوا الكافر اسمًا للجنس شائعًا، كقوله: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} "العصر ٢" فهو يدلُّ على الجمع بلفظه، وهو أخصر، وأيضًا فإنه لا ألف في الخط، والألف إنما تُحذف من الخط في فاعل كـ "خالد وصالح" ولا تكاد تحذف في "فُعّال" لئلا يتغير بتاء الجمع، ويشبه صورة المصدر. فحذف الألف من الخط يدلّ على أنه "فاعل" وليس بـ "فعّال". والقراءتان ترجع إلى معنى واحد، لأن الجمع يدلُّ بلفظه على الكثرة، والواحد الذي للجنس يدل بلفظه على الكثرة، فهما سواء (شرح طيبة النشر ٤/ ٣٩٤، النشر ٢/ ٢٩٨، المبسوط ص ٢٥٥، السبعة ص ٣٥٩، التيسير ص ١٣٤، المحرر الوجيز ٣/ ٣١٩، الكشف عن وجوه القراءات ٢/ ٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>