للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا خلاف بين القراء في الإتيان بالبسملة في أول الفاتحة، سواء ابتدأ بها أو وصلها بـ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: ١] (١).

وكذا لا خلاف بينهم في البسملة في أوائل كل سورة، سوى براءة (٢).

وأما الابتداء من أوساط السور: فالقارئ مخير: إن شاء بسمل، وإن شاء لم يبسمل؛ إلا ما تقدّم من ذكر البشاعة (٣).

أما أجزاء براءة: فالأولى أن تكون تبعًا لأولها، وليس بنص (٤).


= على عبد الباقي وبالسكت صاحب التبصرة وتلخيص العبارات والمستنير والروضة وسائر كتب العراقيين وبالبسملة صاحب الهادي واختاره صاحب الكافي وهو الذي رواه ابن حبش عن السوسي والثلاثة في النهاية. وقال الخزاعي والأهوازي ومكي وابن سفيان والهذلي: والتسمية بين السورتين مذهب البصريين عن أبي عمرو، وأما يعقوب فقطع له بالوصل صاحب غاية الاختصار، وبالسكت صاحب المستنير والإرشاد والكفاية وسائر العراقيين، وبالبسملة صاحب التذكرة والكافي والوجيز والكامل وابن الفحام، وأما الأزرق فقطع له بالوصل صاحب الهداية والعنوان والمفيد وجماعة، وبالسكت ابنا غلبون وجماعة وهو الذي في التيسير وبه قرأ الداني على جميع شيوخه، وبالبسملة صاحب التبصرة في قراءته على أبي عدي وهو الذي اختاره صاحب الكافي وبه كان يأخذ أبو حاتم وأبو بكر الأدفوي وغيرهما عن الأزرق والثلاثة في الشاطبية، ووجه إثباتها بين السور ما روى سعيد بن جبير قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يعلم انقضاء السورة حتى تنزل بسم الله الرحمن الرحيم" ولثبوتها في المصحف بين السور عدا براءة، ووجه تركها: قول ابن مسعود: كنا نكتب "باسمك اللهم" فلما نزل "بسم الله مجريها" كتبنا "بسم الله" فلما نزل" قل ادعو الله أو ادعو الرحمن "كتبنا "بسم الله الرحمن "فلما نزل "أنه من سليمان" الآية كتبناها فهذا دليل على أنها لم تنزل أول كل سورة: ووجه الوصل: أنه جائز بين كل اثنين وكان حمزة يقول: القرآن كله عندي كالسورة فإذا بسملت في الفاتحة أجزأني ولم أحتج لها. وحينئذ فلا حاجة للسكت لأنه بدل منها، ووجه السكت أنهما اثنان وسورتان وفيه إشعار بالانفصال والله أعلم. (انظر شرح طيبة النشر ٢/ ٢٢ - ٢٤) ومع ذكري لهذا التفصيل في إسناد هذه الأوجه لأصحابها من خلال كتبهم إلا أنى أرى الاقتصار على معرفتك بالوجهين الواردين دون تفصيل كما قرأت وتلقيت عن مشايخك.
(١) هناك قول ضعيف عن الخرقي عن ابن سيف عن الأزرق عن ورش بترك البسملة في فاتحة الكتاب سرًا وجهرًا، وهي رواية خلاد الكاهلي عن حمزة، وقد عقب ابن الجزري في النشر (١/ ٢٦٣) على ذلك بقوله: أما ما رواه الخرقي عن ابن سيف عن الأزرق عن ورش أنه ترك البسملة أول الفاتحة؛ فالخرقي هو شيخ الأهوازي وهو مجهول لا يعرف إلا من جهة الأهوازي ولا يصح ذلك عن ورش؛ بل المتواتر منه خلافه.
(٢) انظر الإقناع (١/ ١٥٥) والنشر (١/ ٢٦٣) والمهذب (١/ ٣٣).
(٣) انظر في ذلك ما عند النويري في شرح طيبة النشر (٢/ ٣٢) الإقناع (١/ ١٦٢).
(٤) اختار السخاوي الجواز، فقال: ألا ترى أنه يجوز بغير خلاف أن يقول: بسم الله الرحمن الرحيم {وَقَاتِلُوا=

<<  <  ج: ص:  >  >>