للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن وصل بين السورتين بغير بسملة: فالأحسن له أن يبسمل بين المدثر والقيامة، وبين الانفطار والمطففين، وبين الفجر والبلد، وبين العصر والهمزة. وحمزة يسكت بينهم سكتة لطيفة؛ وكل ذلك هروب من بشاعة اللفظ إذا وصل بينهم بغير بسملة؛ فإنه إذا وصل بين المدثر والقيامة، فآخر المدثر: {وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} [٥٦] وأول القيامة: {لَا أُقْسِمُ} [١]، وآخر الانفطار: {وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} [١٩]، وأول المطففين: {وَيْلٌ} [١]، وآخر الفجر: {وَادْخُلِي جَنَّتِي} [٣٠]، وأول البلد: {لَا أُقْسِمُ} [١]، وآخر العصر: {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [٣]، وأول الهمزة: {وَيْلٌ} [١].

فالأحسن في هذه المواضع: أن يفصل بين السورتين بالبسملة (١).

قلت: والأحسن - أيضًا - أن يفصل بين البسملة والسورة الآتية؛ لما في ذلك من البشاعة؛ فإنه يقول: "بسمِ اللهِ الرّحمَنِ الرّحِيم" وأول القيامة: {لَا} [١]؛ وكذلك أول المطففين: {وَيْلٌ} [١] بعد البسملة، وأول البلد بعد البسملة: "لا"، وأول الهمزة بعد البسملة: {وَيْلٌ} [١]. وقد أخبرني بذلك السيد الشريف برهان الدين الطباطبي بمكة المشرفة، بقراءتي عليه في سنة ستين وثمانمائة. فإذا وصل القارئ بين السورتين: فلابن كثير، وعاصم، والكسائي، وقالون، وأبي جعفر، والأصبهاني. ثلاثة أوجه:

أولها: وصل الطرفين مع البسملة.

وثانيها: قطع الطرفين مع البسملة.


= الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً} وفي نظائرها، وذهب إلى منعها الجعدي ورد على السخاوي فقال: أن كان نقلًا فمسلم وإلا فيرد عليه أنه تفريع على غير أصل ومصادم لتعليله (انظر شرح النويري على طيبة البشر ١/ ٣٢).
(١) علل مكي بن أبي طالب الفصل بين هذه السور بقوله: "إن وصل آخر السورة بالسورة التي بعدها من هذه السور فيه قبح في اللفظ؛ فكُرِهَ ذلك إجلالًا للقرآن وتعظيمًا له، ألا ترى أن القارئ يقول: {هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} {لَا أُقْسِمُ} فيقع لفظ النفي عقيب لفظ المغفرة، وذلك في السمع قبيح، ويقول: {وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} فيقع لفظ الويل عقيب اسم الله جلّ ذكره، وذلك قبيح، فاختير لمن يفصل بالسكت بين كل سورتين أن يفصل بين هذه السور بالتسمية، ولمن لا يفصل بالسكت بين كل سورتين أن يفصل بينهما بالسكت (انظر الكشف عن وجوه القراءات ١/ ١٧، ١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>