للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {رُبَمَا يَوَدُّ} [٢] قرأ عاصم، وأبو جعفر: بتخفيف الياء الموحدة (١)، والباقون بالتشديد (٢).

قوله تعالى: {وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ} [٣] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ورويس - بخلاف عنه- في الوصل: بضم الهاء والميم (٣)، وقرأ أبو عمرو بكسرهما، وقرأ الباقون بكسر الهاء وضم الميم.

قوله تعالى: {مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ} [٨] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف وحفص بنونين: الأولى مضمومة، والثانية مفتوحة، وكسر الزاي. {الْمَلَائِكَةَ} بالنصب (٤).

وقرأ شعبة بتاء مضمومة بعدها نون مفتوحة، وفتح الزاي. و {الملائكةُ} بالرفع (٥)، وقرأ الباقون كذلك إلا أنهم فتحوا التاء (٦).


(١) قال ابن الجزري:
وربما الخف (مدا) (نـ) ـل
وقراءة التخفيف هي لغة الحجاز وعامة قيس.
(٢) وقراءة التشديد هي لغة أسد وتميم (النشر ٢/ ٣٠١، شرح طيبة النشر ٢/ ٤/ ٤٠٤، المبسوط ص ٣٥٩، الغاية ص ١٨٥، إعراب القرآن ٢/ ١٨٩).
(٣) اختلف عن رويس في {يلههم - يغنهم - قهم} فاختلف عنه فيها؛ فروي كسر الأربعة: القاضي عن النحاس، والثلاثة الأول: الهذلي عن الحمامي، وكذا نص الأهوازي، وكذا أخذ علينا في التلاوة، زاد ابن خيرون عنه كسر الرابعة. وضم الأربعة الجمهور عن رويس، واتفق عنه على كسر {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ} ووجه ضم الجميع ما تقدم، قال ابن الجزري:
وإن تزل كيخزهم (غـ) ـد
وخلف يلههم قهم ويغنهم … عنه ولا يضم من يولهم
ووجه الكسر: الاعتداد بالعارض؛ وهو زوال الياء مراعاة صورة اللفظ، ووجه الاتفاق في {يُوَلِّهِمْ} تغليب العارض (شرح طيبة النشر ٢/ ٥٣، ٥٤).
(٤) قال ابن الجزري:
.......... واضمما
تنزل الكوفي وفي التاالنون مع … زاها اكسرا (صحبا)
وحجة من قرأ بنونين أنه أتى به على الإخبار من الله جل ذكره عن نفسه، وهو الأصل، لأن كل شيء تكون فيه يكونُ، وعن إرادته يتكوَّن، وقد قال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ} (الحجر: (٩) وقال: {* وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ} (الأنعام:١١١). ويقوِّي ذلك أن قبله إخبارًا من الله عن نفسه في قوله: {وَمَا أَهْلَكْنَا} (٤) فجرى الإخبار على ذلك (النشر ٤/ ٣٠١، شرح طيبة النشر ٤/ ٤٠٥، المبسوط ص ٢٥٩، الغابة ص ١٨٥، التيسير ص ١٣٥).
(٥) وحجة من قرأ بضمِّ التاء ورفع {الْمَلَائِكَةُ} أنه جعله فعلًا لما لم يُسمّ فاعله، فأقام {الملائكةَ} مقام الفاعل، كما قال: {وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا} "الفرقان ٢٥" لأن {الْمَلَائِكَةُ} لا تَنزِل حتى تُنزّل، والأمر ليس لها في النزول، إنما يُنزِلها غيرُها، وهو الله لا إله إلا هو.
(٦) وحجة من فتح التاء أنه جعله فعلًا مستقبلًا سُمِّي فاعله، وأضاف الفعل إلى (الملائكة)، فرفعها به، وفي =

<<  <  ج: ص:  >  >>