وضم يلحدون والكسر انفتح … كفصلت (فـ) شا وفي النحل (ر) جح (فتى) وحجة من قرأ بفتح التاء والحاء: أنهما جعلوه من لحد إذا مالك ثلاثيًا. (١) وحجتهم أنهم جعلوه من ألحد إذا مال، وهو أكثر في الاستعمال؛ فهو رباعي، وهما لغتان يقال: لحد، وألحد إذا عدل عن الاستقامة، ودليل ضم الياء: إجماعهم على قوله: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ}، وإجماعهم على استعمال الملحد دون اللاحد، والإلحاد: الميل عن الاستقامة، ومنه قيل: اللحد؛ لأنه إذا حفر يمال به إلى جانب القبر (الكشف عن وجوه القراءات ١/ ٤٨٥، شرح طيبة النشر ٤/ ٣١٧، النشر ٢/ ٢٧٣، الغاية ص ١٥٩، المبسوط ص ٢١٧). (٢) سبق قريبًا. (٣) قال ابن الجزري: .............. ضم فتنوا واكسر سوى شام وحجة من فتح الفاء والتاء: أنه جعله على معنى: من بعد ما فتَنوا غيرَهم، أي عَذَّبوا غيرهم على الدين ليرتدوا عن الإسلام، ثم آمنوا وهاجروا، فالله غفور لفعلهم، ويجوز أن يكون المعنى: فتنوا أنفسهم بإظهار ما أظهروا من الفر لتقيّة (شرح طيبة النشر ٤/ ٤١٨، النشر ٢/ ٣٠٥، المبسوط ص ٢٦٦، السبعة ص ٣٧٦، التيسير ص ١٣٨). (٤) وحجة من قرأ بضم الفاء، وكسر التاء: أنه جعله على ما لم يسم فاعله، أي: عُذبوا في الله وحُمِلوا على الارتداد عن دينهم وقلوبُهم مطمئنة على الإيمان، فأعلمهم الله بالمغفرة لهم لما حُمِلوا عليه وأكرهوا من الارتداد، ودليله قوله: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} [النحل: ١٠٦] (نفسير ابن كثير ٢/ ٥٨٨). (٥) علة من أدغم الدال هي المؤاخاة التي بينهما وذلك أنهما من حروف الفم، وأنهما مجهوران وأنهما شديدان فحسن الإدغام لهذا الاشتراك (الكشف عن وجوه القراءات ١/ ١٤٤، وشرح طيبة النشر ٣/ ٨).