للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {كَيْدُ سَاحِرٍ} [٦٩] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بكسر السين وإسكان الحاء بعدها (١)، والباقون بفتح السين وألف بعدها وكسر الحاء (٢).

قوله تعالى: {قَالَ آمَنْتُمْ} [٧١] قرأ حفص، ورويس، والأصبهاني - عن ورش - وقنبل - بخلاف عنه - بهمزة واحدة بعدها ألف على الخبر، وقرأ الباقون بهمزتين على الاستفهام بعدهما ألف، وحقق الثانية حمزة، والكسائي، وخلف، وأبو بكر، وروح، وهشام - بخلاف عنه - وسهلها الباقون بين بين، ولم يدخل أحد بين الهمزتين ألفًا، ولا أبدل أحد الثانية ألفًا، وأما الثالثة فمبدلة ألفًا للجميع (٣)؛ كما تقدم.


(١) قرأ المذكورون لفظ {سِحْر} بكسر السين وحذف الألف، قال ابن الجزري:
وساحر سحر (شفا)
(شرح طيبة النشر ٤/ ٢٣٨، مشكل إعراب القرآن - القيسي ١/ ٢٤٤).
(٢) والحجة لمن حذفها أنه أراد المصدر، وإن بمعنى ما وهذا إشارة إلى ما جاء به عبسى عليه السلام، ويجوز أن يكون هذا إشارة إلى النبي عليه السلام على تقدير حذف مضاف تقديره إن هذا إلا ذو سحر (مشكل إعراب القرآن - القيسي ١/ ٢٤٤، التيسير ص ١٠٠، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ١/ ١٣٥، إتحاف فضلاء البشر ص ٢٥٧).
(٣) اختلف القراء في {آمَنْتُمْ} في الأعراف وطه والشعراء فالقراء فيها على أربع مراتب: الأولى: قراءة قالون والأزرق والبزي وأبي عمرو وابن ذكوان وهشام من طريق الحلواني والداجوني من طريق زيد وأبي جعفر بهمزة محققة وأخرى مسهلة وألف بعدها في الثلاث، وللأزرق فيها ثلاثة البدل وإن تغير الهمز كما مر ولم يبدل أحد عنه الثانية ألفًا؛ فقول الجعبري: وورش على بدله بهمزة محقفة وألف بدل عن الثانية وألف أخرى عن الثالثة ثم تحذف إحداهما للساكنين تعقبه في النشر، ثم قال: ولعل ذلك وهم من بعضهم حيث رأى بعض الرواة عن ورش يقرؤها بالخبر فظن أن ذلك على وجه البدل وليس كذلك بل هي رواية الأصبهاني ورواية أحمد بن صالح ويونس وأبي الأزهر كلهم عن ورش يقرؤنها بهمزة كحفص، فمن كان من هؤلاء يرى المد لما بعد الهمز عد ذلك فيكون مثل آمنوا إلا أنه بالاستفهام وأبدل وحذف انتهى، ونقله في الأصل وأقره على عادته قال: فظهر أن من يقرأ عن ورش بهمزة واحدة إنما يقرأ بالخبر.
المرتبة الثانية: لورش من طريق الأصبهاني وحفص ورويس بهمزة محققة بعدها ألف في الثلاث وهي تحتمل الخبر المحض والاستفهام وحذف الهمزة اعتمادًا على قرينة التوبيخ.
المرتبة الثالثة: لقنبل وهو يفرق بين السور الثلاث فهنا أبدل همزتها الأولى واوًا خالصة حالة الوصل واختلف عنه في الهمزة الثانية فسهلها عنه ابن مجاهد وحققها مفتوحة ابن شنبوذ وأما إذا ابتدأ فبهمزتين ثانيتهما مسهلة كرفيقه البزي.
المرتبة الرابعة: لهشام فيما رواه عنه الداجوني من طريق الشذائي وأبي بكر وحمزة والكسائي وروح وخلف بهمزين محققتين وألف بعدهما من غير إدخال ألف بينهما في الثلاث ولم يختلفوا في إبدال الثالثة ألفًا لأنها فاء الكلمة أبدلت لسكونها بعد فتح وذلك أن أصل هذه الكلمة أأمنتم بثلاث همزات الأولى للاستفهام الإنكاري والثانية همزة أفعل والثالثة فاء الكلمة فالثالثة يجب قلبها ألفًا على القاعدة والأولى محقفة ليس إلا غير أن حمزة إذا وقف يسهلها بين بين في وجه لكونها حينئذ من المتوسط بغيره المنفصل، وأما الثانية ففيها =

<<  <  ج: ص:  >  >>