وحجة من خفّفه أنه بناء على "أوفى" الذي يقع للقليل والكثير كما قال: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ} [النحل: ٩١]، وهما لغتان. فأما من أسكن اللام مع الواو وكسرها مع "ثم" فإنه لمّا رأى "ثم" قد تنفصل من اللام ويمكن الوقف عليها قدّر أن اللام يُبتدأ بها فكسرها. ولمّا رأى الواو لا تنفصل من اللام ولا يوقف عليها دون اللام قدّر اللام متوسطة فأسكن استخفافًا. وقد مضى نحو هذه العلة في "ثم هو" وهو في أول البقرة، فأما من أسكن معها، أو كسر، ولم يفرّق بينهما. فإنه لمّا رآى حرفي عطف، متصلين بلام، أجرى اللام معهما مجرى واحدًا، فأسكن استخفافًا أو كسر على الأصل. (٢) سبق بيان حكم قراءة الهمزة المكسورة بعد كسر وبعدها ياء، قبل عدة صفحات (انظر: الكشف عن وجوه القراءات ١/ ٢٤٦، التيسير ص: ٧٤، وشرح النويري على طيبة النشر ٤/ ٣٣). (٣) احتج من همزة {وَالصَّابِئِينَ} بأنه بمعنى الخارجين من دين إلى دين؛ يقال: "صبأ" فلان "إذا خرج من دينه "يصبأ"، ويقال: "صبأت النجوم" إذا ظهرت (انظر: النشر ١/ ٣٩١، وحجة القراءات ص: ١٠٠، والمهذب ص: ٥٩). (٤) وكذا قرأها ابن ذكوان من طريق الصوري، وقد سبق قريبًا (انظر: شرح طيبة النشر ٣/ ٨٨، ٨٩، التيسير ص ٤٦، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج ١/ ص ١٠٧). (٥) هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه. (٦) ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به.