للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقرأ الباقون بالنون مضمومة (١).

قوله تعالى: {مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [٢٣] قرأ الكسائي، وأبو جعفر بكسر الراء (٢).

والباقون بالرفع (٣).

وورش على أصله من نقل الحركة، وترقيق الراء.

وحمزة على أصله في الوقف والوصل على السكت وعدمه. وأبو جعفر على أصله من إخفاء التنوين عند الغين.

قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ} [٢٦] قرأ يعقوب بإثبات الياء في الموضعين بعد النون وقفًا ووصلًا (٤)، وحذفها الباقون في الحالين (٥).


(١) حجة من ضم النون أنه بناه على (أسقيت فلانًا) بمعنى: جعلت له شربًا يشربه، فالمعنى في الضم، فجعل لكم شربًا مما في بطون الأنعام، وقد قال تعالى ذكره: {وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا} [المرسلات: ٢٧] أي: جعلنا لكم شربًا، ليس هو من سقي الفم، لرفع (العطش) فالمعنى: جعلنا لكم شربًا لا ينقطع كالسُّقيا. وقد قالوا: وأسقيته بمعنى. جعلت له شربًا، فتكون القراءتان بمعنى واحد على هذه اللغة، قال الشاعر:
سَقى قَومي بني نَجْدٍ وأسْقى … نُمَيرًا والقبائل مِن هِلال
فليس يريد بـ (سقى قومي) ما يَروي عطاشهم، لم يدع لهم لأجل عطشٍ بهم، إنما دعا لهم بالخصب والسَّقي، يريد: رزقهم الله سقيًا لبلدهم يخصبون منها، ويبعد أن يسأل لقومه ما يروي عطاشهم، ويسأل لغيرهم ما يخصبون منه، لأنه قال: وأسقى نميرًا، أي: جعل لهم سَقيًا وخصبًا. قال ابن الجزري:
وضم (صحب) (حبر)
(شرح طيبة النشر ٤/ ٤١٦، النشر ٢/ ٣٠٤، المبسوط ص ٢٦٤، السبعة ص ٣٧٤، الغاية ص ١٨٨).
(٢) قرأ الكسائي وأبو جعفر بجر الراء وكسر الهاء وياء بعدها في الوصل حيث جاء في القرآن، ووجه الجر: أنه صفة إله، أو بدل على اللفظ وصلة الهاء بعد الكسرة ياء. قال ابن الجزري:
ورا من إله غيره اخفض حيث جا … رفعا (ثـ) نا
(٣) فالحجة لمن قرأه بالرفع أنه جعله حرف استثناء فأعربه بما كان الاسم بعرب به بعد إلا كقوله تعالى {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ} ويجوز الرفع في غير على الوصف لإله قبل دخول من عليه كقوله تعالى {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ} (شرح طيبة النشر ٤/ ٣٠٠، النشر ٢/ ٢٧٠، المبسوط ص ٢١٠، الحجة في القراءات السبع - ابن خالويه ج ١/ ص ١٥٧).
(٤) سبق نظيره قريبًا (وانظر: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج ١/ ص ١٥٦).
(٥) الياء الزائدة غير الأصلية هي ياء المتكلم الزائدة، وقد وقعت في إحدى وثمانين نحو {فَارْهَبُونِ} =

<<  <  ج: ص:  >  >>