للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {بِشِهَابٍ قَبَسٍ} [٧] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب: بتنوين الباء الموحدة في الوصل (١)، والباقون بغير تنوين.

قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهَا} [٨] قرأ حمزة، وابن ذكوان، وخلف: بإمالة الألف بعد الجيم (٢)، والباقون بالفتح، وإذا وقف حمزة - سهل الهمزة مع المد والقصر، وعنه - أيضًا - إبدالها ألفًا مع المد والقصر، وهو ضعيف (٣).

قوله تعالى: {فَلَمَّا رَءَاهَا} [١٠] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وشعبة، وابن ذكوان - بخلاف عنه -: بإمالة الراء والهمزة معًا محضة (٤)، وقرأ ورش بإمالتها بين بين (٥)، وهو على أصله من المد والتوسط والقصر، وقرأ قالون بالفتح وبين اللفظين (٦)، وقرأ أبو عمرو بإمالة الهمزة محضة. واختلف في الراء عن السوسي، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ} [١٦] {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ} [١٧] قرأ أبو عمرو ويعقوب


(١) قال ابن الجزري:
نون كفى ظل شهاب
وحجة من نوّن أنّهم جعلوا (القبس) صفة لـ (شهاب) أو بدلًا منه. قالا أبو عبيدة: الشهاب النار. والقبس ما اقتبست منه. فعلى هذا يصحّ البدل، وهو مذهب الأخفش، كما تقول: هذه دارٌ أجرٌ، وسوارٌ ذهبٌ. فأما إذا جعلت القبس صفة لشهاب، فهو اسم وضع في موضع مصدر وُصف به، لأن (القبس) بإسكان الباء، هو مصدر و (القبس) بالفتح اسم المُقتبَس، فوضع الاسم في موضع المصدر ووصف به، ودليل الصفة قوله: {فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ} [الصافات ١٠]، فهذا وصف للشهاب، فيكون التقدير: بشهاب مقبوس، كما قالوا: دِرهم ضربُ الأمير، أي: مضروبه.
(٢) سبق قريبًا.
(٣) قال النويري: ومن المتوسط الساكن إن كان ألفًا نحو {شُرَكَاؤُنَا} {وَجَاءُو} .. فقياسه التسهيل بين بين، وفي الألف المد والقصر، وزيد في مضموم الهمزة منه ومكسورها مما رسم فيه صورة الهمزة، واوًا وياء الإبدال بهما محضين مع المد والقصر وهو شاذ لا أصل له في العربية (شرح طيبة النشر ٢/ ٣٩١، ٣٩٢).
(٤) سبق بيانه قبل صفحات قليلة بما أغنى عن ذكره هنا لقرب الموضعين.
(٥) هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
(٦) ما ذكر عن قالون كلام خاطيء لا يقرأ به، وقد ذكرنا سببه مرارًا، وكذلك ما رواه من إمالة الراء للسوسي بخلف عنه فليس له إلا الفتح فيها مع إمالة الهمزة فقط كأبى عمرو.

<<  <  ج: ص:  >  >>