للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اللفظين (١)، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا} [٨٠] قرأ ابن كثير: بالياء التحتية مفتوحة وفتح الميم، ورفع ميم {الصُّمَّ}، والباقون بالتاء الفوقية مضمومة وكسر الميم، ونصب ميم (الصُّم) (٢).

وقرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس: (الدعا إِذَا) بتسهيل الهمزة الثانية المكسورة بعد المفتوحة (٣)، والباقون بتحقيقهما، وهم على


= وكيف فعلى مع رؤوس الآي حد
خلف سوى ذي الرا وأنى ويلتى … يا حسرتى الخلف طوى قيل متى
بلى عسى وأسفى عنه نقل … وعن جماعة له دينا أمل
فالحجة لمن أمال أنه أوقع الإمالة على الألف فأمال لميل الألف (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي (ج ١/ ص ١١٢)، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه (ج ١/ ص ٢٦٥)، السبعة ص ٤٦٤).
(١) وهي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
(٢) قال ابن الجزري:
يسمع ضم
خطابه واكسر وللضم انصبا … رفعا كسا والعكس في النمل دبا
ووجه قراءة ابن كثير بياء مفتوحة، وفتح الميم، ورفعا (الصُّم): أنه على الإخبار عنهم، فهو نفي السماع عنهم، فرفعهم كرفع الفاعل. والمعنى: أنهم لا ينقادون إلى الحق كما لا يسمع الأصم المعرض المدبر عن سماع ما يقال له (من) كلام من يكلمه، فلم يكفه أنه معرض عما يقال له حتى وصفه بالصمم. فهذا غاية امتناع سماع ما يقال له، فيشبههم في إعراضهم عن قبول ما يقال لهم من الإسلام والكتاب بدعاء الأصم المُعرِض المُدبر عن الشيء.
(المبسوط ص (٣٣٤)، حجة القراءات ص (٥٣٦)، الغاية ص (٢٢٨)، التيسير ص (١٦٩)، السبعة ص (٤٨٦).
(٣) هذه قاعدة مطردة وهي أن نافعًا وابن كثير وأبا عمرو وأبا جعفر ورويسًا يقرأون بتسهيل الهمزة الثانية المكسورة بينها وبين الياء قولًا واحدًا، وذلك إذا كانت الأولى مفتوحة والثانية مكسررة، قال ابن الجزري:
وعند الاختلاف الاخرى سهلن … حرم حوى غنا
وقد احتج من أبدل الهمزة الثانية بأن العرب تستثقل الهمزة الواحدة فتخففها في أخف أحوالها وهي ساكنة نحو (كاس) فتقلب الهمزة ألفًا، فإذا كانت تخفف وهي وحدها فإن تخفف ومعها مثلها أولى (انظر إتحاف فضلاء البشر ص (١٢٩)، (انظر: شرح طيبة النشر (٢/ ٢٦٤ - ٢٦٦)، النشر في القراءات العشر باب الهمزتين من كلمتين (١/ ٣٨٢)، المبسوط (ص (٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>