للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {يُجْبَى إِلَيْهِ} [٥٧] قرأ نافع، وأبو جعفر، ورويس: بالتاء الفوقية (١)، والباقون بالياء التحتية (٢).

وأمال الألف المنقلبة محضة: حمزة، والكسائي، وخلف (٣). وقرأ نافع بالإمالة بين بين - بخلاف عنه (٤)، والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {فِي أُمِّهَا} [٥٩] قرأ حمزة، والكسائي - في الوصل - بكسر الهمزة (٥).

والباقون بضمها (٦)، وإذا وقف على {فِي} فالجميع يبدءون الهمزة بالضم.


(١) قال ابن الجزري:
...... ويجبى أنثوا (مدا) (غـ) ــــــبا
ووجه قراءة من قرأ بالتاء اعتبارًا بلفظ الثمرات.
(٢) وحجة من قرأ بالياء: أنه قد فرق بين المؤنث وفعله بـ {إلَيْهِ}، لأنه تأنيث غير حقيقي، ولأن معنى الثمرات الرزق فحمل على المعنى فذُكر (شرح طيبة النشر ٥/ ١٢٤، النشر ٢/ ٣٤٢، الغاية ص ٢٣١، السبعة ص ٤٩٥، التيسير ص ١٧٢، زاد المسير ٦/ ٢٢٧، تفسير ابن كثير ٣/ ٣٩٢).
(٣) سبق تقريبًا.
(٤) هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه.
(٥) قال ابن الجزري:
لأمه في أم أمها كسر … ضمًّا لدى الوصل رضى كذا الزمر
والنحل نور النجم والميم تبع فاش
وحجة من كسر الهمزة أنه اسم كثر استعماله، والهمزة حرف مستثقل بدلالة ما أجازوا فيها من البدل والتخفيف والحذف ونقل الحركة، دون غيرها من سائر الحروف. فلما وقع أول هذا الاسم، وهو "أم" حرف مستثقل، وكثر استعماله، وثقل الخروج من كسر، أو ياء إلى ضم همزة، وليس في الكلام "فعل" فلما اجتمع هذا الثقل أرادوا تخفيفه، فلم يمكن فيه الحذف، لأنه إجحاف بالكلمة، ولا أمكن تخفيفه، ولا بدله، لأنه أول، فغيروه بأن أتبعوا حركته حركة ما قبله، ليحمل اللسان عملًا واحدًا، والياء كالكسرة، فإذا ابتدأوا ردوه إلى الضم، الذي هو أصله، إذ ليس قبله في الابتداء ما يستثقل. وقد فعلوا ذلك في الهاء في "عليهم وبهم" أتبعوا حركته حركة ما قبلها، وأصلها الضم، والاتباع في كلام العرب مستعمل كثير. كسر الميم مع الهمزة في الجمع أنه أتبع حركة الميم حركة الهمزة، كما قالوا "عليهي" وكسروا الهاء للباء، وأتبعوا حركة الميم حركة الهاء. فمن قال "عليهمي" بكسر الهاء والميم، هو بمنزلة من كسر الهمزة والميم في قوله: {بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} [النحل: ٧٨]، ومن كسر الهاء وضم الميم في "عليهمو" هو بمنزلة من كسر الهمزة وفتح الميم، في قوله: {بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ}.
(النشر ٢/ ٢٤٨، غيث النفع ص ٣١٧، الكشف عن وجوه القراءات ١/ ٣٧٩).
(٦) وحجة من ضم الهمزة وفتح الميم في {بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ}. وهو الأصل بمنزلة من قال "عليهمو" بضم الهاء =

<<  <  ج: ص:  >  >>