قدم علينا في الهجرة من مكة إلى المدينة أبو سلمة بن عبد الأسد، قدم لعشر خلون من المحرم وقدم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، المدينة لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، فكان بين أول من قدم من المهاجرين، فنزلوا في بني عمرو بن عوف، وبين آخرهم شهران.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن موسى بن ميسرة عن أبي ميمونة قال: سمعت أم سلمة تقول ونزل أبو سلمة حين هاجر إلى المدينة بقباء على مبشر بن عبد المنذر.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه قال: آخى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بين أبي سلمة بن عبد الأسد وسعد بن خيثمة.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: لما أقطع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الدور بالمدينة جعل لأبي سلمة موضع داره عند دار بني عبد العزيز الزهريين اليوم، كانت معه أم سلمة، فباعوه بعد وتحولوا إلى بني كعب.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا عمر بن عثمان قال: حدثني عبد الملك بن عبيد عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع عن عمر بن أبي سلمة أن أبا سلمة شهد بدرا وأحدا وكان الذي جرحه بأحد أبو أسامة الجشمي رماه بمعبلة في عضده فمكث شهرا يداويه فبرأ فيما يرى، وقد اندمل الجرح على بغي لا يعرفه، فبعثه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في المحرم على رأس خمسة وثلاثين شهرا من الهجرة سرية إلى نبي أسد بقطن، فغاب بضع عشرة ليلة ثم قدم المدينة فانتقض به الجرح فاشتكى، ثم مات لثلاث ليال مضين من جمادى الآخرة، فغسل من اليسيرة بئر بني أمية بن زيد بالعالية، وكان ينزل هناك حين تحول من قباء، غسل بين قرني البئر وكان اسمها في الجاهلية العبير فسماها رسول الله، صلى الله عليه وسلم