للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ياسر أنه قال وهو يسير إلى صفين على شط الفرات: اللهم إنه لو أعلم أنه أرضى لك عني أن أرمي بنفسي من هذا الجبل فأتردى فأسقط فعلت، ولو أعلم أنه أرضى لك عني أن أوقد نارا عظيمة فأقع فيها فعلت، اللهم لو أعلم أنه أرضى لك عني أن ألقي نفسي في الماء فأغرق نفسي فعلت، فإني لا أقاتل إلا أريد وجهك، وأنا أرجو أن لا تخيبني، وأنا أريد وجهك.

قال: أخبرنا محمد بن عمر، حدثني من سمع سلمة بن كهيل يخبر عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجد قال: سمعت عمار بن ياسر وهو بصفين يقول: الجنة تحت البارقة، والظمآن يرد الماء، والماء مورود، اليوم ألقى الأحبة محمدا وحزبه.، لقد قاتلت صاحب هذه الراية ثلاثا مع رسول الله وهذه الرابعة كإحداهن.

قال: أخبرنا محمد بن عمر، حدثني هاشم بن عاصم عن المنذر بن جهم قال: حدثني أبو مروان الأسلمي قال: شهدت صفين مع الناس، فبينما نحن وقوف إذ خرج عمار بن ياسر وقد كادت الشمس أن تغرب وهو يقول: من رائح إلى الله، الظمآن يرد الماء، الجنة تحت أطراف العوالي، اليوم ألقى الأحبة؛ اليوم ألقى محمدا وحزبه.

قال: أخبرنا محمد بن عمر، حدثني عبد الله بن أبي عبيدة عن أبيه عن لؤلؤة مولاة أم الحكم بنت عمار بن ياسر قالت: لما كان اليوم الذي قتل فيه عمار، والراية يحملها هاشم بن عتبة، وقد قتل أصحاب علي ذلك اليوم حتى كانت العصر، ثم تقرب عمار من وراء هاشم يقدمه وقد جنحت الشمس للغروب، ومع عمار ضيح من لبن، فكان وجوب الشمس أن يفطر، فقال حين وجبت الشمس وشرب الضيح: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: آخر زادك من الدنيا ضي من لبن، قال: ثم اقترب فقاتل حتى قتل، وهو يومئذ بن أربع وتسعين سنة

<<  <  ج: ص:  >  >>