الدعوة على بني الحارث بن الخزرج فقالوا: يا بني الحارث بن الخزرج يا بني الحارث. قال فنظر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهو على بغلته وهو كالمتطاول عليها إلى قتالهم، قال فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: هذا حين حمى الوطيس، قال ثم أخذ حصيات فرمى بهن وجوه الكفار ثم قال: انهزموا ورب محمد! قال فذهبت أنظر فإذا القتال على هيئته فيما أرى، قال فوالله ما هو إلا أن رماهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بحصياته ثم ركب فإذا حدهم كليل وأمرهم مدبر حتى هزمهم الله.
قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال: كان العباس بن عبد المطلب يوم حنين إذا انهزم الناس بين يدي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي، عليه السلام: ناد الناس، قال وكان رجلا صيتا، ناد يا معشر المهاجرين يا معشر الأنصار، فجعل ينادي الأنصار فخذا فخذاً فقال له النبي، صلى الله عليه وسلم: ناد يا أصحاب السمرة، يعني شجرة الرضوان التي بايعوا تحتها، يا أصحاب سورة البقرة. فما زال ينادي حتى اقبل الناس عنقا واحدا.
قال: أخبرنا زيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن أبي عبد الله الأيلي قال: جاء أسقف غزة إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، بتبوك فقال: يا رسول الله هلك عندي هاشم وعبد الشمس وهما تاجران وهذه أموالهما. قال فدعا النبي، صلى الله عليه وسلم، عباسا فقال: اقسم مال هاشم على كبراء بني هاشم، ودعا أبا سفيان بن حرب فقال: اقسم مال عبد الشمس على كبراء ولد عبد الشمس.
قال: أخبرنا علي بن عيسى بن عبد الله النوفلي عن إسحاق بن الفضل عن سليمان بن عبد الله بن الحارث بن نوفل أن العباس بن عبد المطلب ونوفل بن الحارث لما قدما على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مهاجرين آخى بينهما وأقطعهما جميعا بالمدينة في موضع واحد وفرع بينهما