يبعث، وأن دار هجرته بالمدينة، فلما ولد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قالت أحبار اليهود: ولد أحمد الليلة، هذا الكوكب قد طلع، فلما تنبئ قالوا: قد تنبى أحمد، قد طلع الكوكب الذي يطلع، وكانوا يعرفون ذلك ويقرون به ويصفونه إلا الحسد والبغي …
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر ابن قتادة عن نملة بن أبي نملة عن أبيه قال: كانت يهود بني قريظة يدرسون ذكر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في كتبهم ويعلمونه الولدان بصفته واسمه ومهاجره إلينا، فلما ظهر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حسدوا وبغوا وقالوا ليس به.
أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال: حدثني إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد أن إسلام ثعلبة بن سعيد وأسيد بن سعية وأسد بن عبيد ابن عمهم إنما كان عن حديث ابن الهيبان، أبي عمير، قدم ابن الهيبان، يهودي من يهود الشأم، قبيل الإسلام بسنوات، قالوا: وما رأينا رجلاً لا يصلي الصلوات الخمس خيراً منه وكان إذا حبس عنا المطر أحتجنا إليه، نقول له: يا ابن الهيبان أخرج فأستسق لنا، فيقول: لا حتى تقدموا أمام مخرجكم صدقة، فنقول: وما نقدم؟ فيقول صاعاً من تمر أو مسدين من شعير عن كل نفس، فنفعل ذلك فيخرج بنا إلى ظهر وادينا، فوالله لن نبرح حتى تمر السحاب فتمطر علينا، ففعل ذلك بنا مراراً، كل ذلك نسقى، فبينا هو بين أظهرنا إذ حضرته الوفاة، فقال: يا معشر اليهود ما الذي ترون أنه أخرجني من أرض الخمر والخمير إلى أرض البؤس والجوع؟ قالوا: أنت أعلم يا أبا عمير! قال: إنما قدمتها أتوكف خروج نبي قد أظلكم زمانه، وهذا البلد مهاجره، وكنت أرجو أن أدركه فأتبعه، فإن سمعتم به فلا تسبقن إليه، فإنه يسفك الدماء ويسبي الذراري والنساء، فلا يمنعكم