هذا منه، ثم مات، فلما كان في الليلة التي في صبيحتها فتحت بنو قريظة، قال لهم ثعلبة وأسيد ابنا سعية وأسد بن عبيد فتيان شباب: يا معشر يهود، والله إنه الرجل الذي وصف لنا أبو عمير بن الهيبان، فاتقوا الله وأتبعوه، قالوا: ليس به، قالوا: بلى والله انه لهو هو، فنزلوا وأسلموا وأبى قومهم أن يسلموا.
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن محمد بن جبير بن معطم عن أبيه قال: كنا جلوساً عند صنم ببوانة قبل أن يبعث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بشهر، فنحرنا جزراً، فإذا صائح يصيح من جوف واحدة: اسمعوا إلى العجب، ذهب استراق الوحي ونرمى بالشهب، لنبي بمكة اسمه أحمد، مهاجره إلى يثرب، قال: فأمسكنا وعجبنا، وخرج رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
حدثنا محمد بن عمر، حدثني بن أبي ذئب عن مسلم بن جندب عن النضر بن سفيان لهذلي عن أبيه قال: خرجنا في عير لنا إلى الشأم، فلما كنا بين الزرقاء ومعان وقد عرسنا من الليل إذا بفارس يقول: أيها النيام هبوا فليس هذا بحين رقاد، قد خرج أحمد، وطردت الجن كل مطرد، ففزعنا ونحن رفقة جرارة كلهم قد سمع هذا، فرجعنا إلى أهلينا، فإذا هم يذكرون اختلافاً بمكة بين قريش بنبي خرج فيهم من بني عبد المطلب أسمه أحمد.
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني علي بن عيسى الحكمي عن أبيه عن عامر بن ربيعة قال: سمعت زيد بن عمرو بن نفيل يقول: أنا أنتظر نبياً من ولد إسماعيل ثم من بني عبد المطلب، ولا أراني أدركه، وأنا أومن به وأصدقه وأشهد أنه نبي، فإن طالت بك مدة فرأيته فأقرئه مني السلام، وسأخبرك ما نعته حتى لا يخفى عليك، قلت: هلم! قال: هو رجل ليس بالطويل ولابالقصير ولا بكثير الشعر ولا بقليله، وليست تفارق