للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عينيه حمرة، وخاتم النبوة بين كتفيه، واسمه أحمد، وهذا البلد مولده ومبعثه، ثم يخرجه قومه منه ويكرهون ما جاء به حتى يهاجر إلى يثرب فيظهر أمره، فإياك أن تخدع عنه فإني طفت البلاد كلها أطلب دين إبراهيم، فكل من أسأل من اليهود والنصارى والمجوس يقولون هذا الدين وراءك، وينعتونه مثل ما نعته لك، ويقولون لم يبق نبي غيره، قال عامر بن ربيعة: فلما أسلمت أخبرت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قول زيد بن عمرو وأقرأته منه السلام، فرد عليه السلام ورحم عليه وقال: قد رأيته في الجنة يسحب ذيولاً.

أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف القرشي عن إسماعيل ابن مجالد عن مجالد الشعبي عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب قال: قال زيد بن عمرو بن نفيل: شاممت النصرانية واليهودية فكرهتهما، فكنت بالشأم وما والاه حتى أتيت راهباً في صومعة، فوقفت عليه، فذكرت له اغترابي عن قومي وكراهتي عبادة الأوثان واليهودية والنصرانية، فقال لي: أراك تريد دين إبراهيم! يا أخا أهل مكة إنك لتطلب ديناً ما يؤخذ اليوم به، وهو دين أبيك إبراهيم، كان حنيفاً لم يكن يهودياً ولا نصرانياً، كان يصلي ويسجد إلى هذا البيت الذي ببلادك، فالحق ببلدك، فإن نبياً يبعث من قومك في بلدك يأتي بدين إبراهيم بالحنيفية، وهو أكرم الخلق على الله.

أخبرنا علي بن محمد عن أبي عبيدة بن عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد ابن عمار بن ياسر وغيره عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: سكن يهودي بمكة يبيع بها تجارات، فلما كان ليلة ولد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال في مجلس من مجالس قريش: هل كان فيكم من مولود هذه الليلة؟ قالوا لا نعلمه، قال: أخطأت والله حيث كنت أكره، أنظروا يا معشر قريش واحصوا ما أقول لكم: ولد الليلة نبي هذه الأمة أحمد الآخر، فإن أخطأكم فبفلسطين، به شامة بين كتفيه سوداء صفراء

<<  <  ج: ص:  >  >>