وسلم: ما فعل الفارسي المسكين المكاتب؟ ادعوه لي. فدعيت له فجئت فقال: اذهب بهذا فأدها عنك مما عليك من المال. قال وقلت: وأين يقع هذا مما علي يا رسول الله؟ قال: إن الله سيؤدي عنك.
قال ابن إسحاق: فأخبرني يزيد بن أبي حبيب أنه كان في هذا الحديث أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وضعها يومئذ على لسانه ثم قلبها ثم قال لي: اذهب فأدها عنك. ثم عاد حديث ابن عباس ويزيد أيضا، قال سلمان: فوالذي نفسي بيده لوزنت له منها أربعين أوقية حتى وفيته الذي له. وعتق سلمان وشهد الخندق وبقية مشاهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حرا مسلما حتى قبضه الله.
قال: أخبرنا يوسف بن البهلول قال: حدثنا عبد الله بن إدريس قال: حدثنا محمد بن إسحاق قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن رجل من عبد القيس أنه سمع عمر بن عبد العزيز يقول: حدثني من حدثه سلمان أنه كان في حديثه حين ساقه لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن صاحب عمورية قال له: أرأيت رجلا بكذا وكذا من أرض الشأم بين غيضتين يخرج من هذه الغيضة إلى هذه الغيضة في كل سنة ليلة ثم يخرج مثلها من العام القابل ليلة من السنة المعلومة فيتعرضه الناس يداوي الأسقام يدعو لهم فيشفون فأت فسله عن هذا الذي تلتمس. قال فجئت حتى أقمت مع الناس بين تينك الغيضتين، فلما كان الليلة التي يخرج فيها من الغيضة إلى الغيضة التي يدخل، خرج وغلبوني عليه حتى دخل الغيضة الأخرى، وتوارى مني إلا منكبه، فتناولته فأخذت بمنكبه فلم يلتفت إلى وقال: ما لك؟ قلت: أسألك عن دين إبراهيم الحنيفية، قال: إنك تسأل عن شيء ما يسأل عنه الناس اليوم، قد أظلك نبي يخرج من عند هذا البيت يأتي بهذا الدين الذي تسأل عنه فالحق به، ثم انصرفت. قال فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حين حدثه بهذا الحديث: لئن كنت