للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورمينا بالشهب فتفرقنا، وقدمنا مكة فسألنا فلم نجد أحداً يخبرنا بخروج محمد، صلى الله عليه وسلم، حتى لقينا أبا بكر الصديق فقلنا: يا أبا بكر، خرج أحد بمكة يدعو إلى الله يقال له أحمد؟ قال: وما ذاك؟ قال: فأخبرته الخبر، فقال: نعم هذا رسول الله، ثم دعانا إلى الإسلام، فقلنا: حتى ننظر ما يصنع قومنا، وياليت أنا أسلمنا يومئذ، فأسلمنا بعده.

أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال: حدثني عبد الله بن يزيد الهذلي عن عبد الله بن ساعدة الهذلي عن أبيه قال: كنا عند صنمنا سواع وقد جلبت إليه غنماً لي مائتي شاة قد كان أصابها جرب، فأدنيتها منه أطلب بركته، فسمعت منادياً من جوف الصنم ينادي: قد ذهب كيد الجن ورمينا بالشهب لنبي أسمه أحمد، قال: قلت عبرت والله، فاصرف وجه غنمي منحدراً إلى أهلي، قال: فلقيت رجلاً فخبرني بظهور رسول الله، صلى الله عليه وسلم.

أخبرنا علي بن محمد عن عبد الرحمن بن عبد الله عن محمد بن عمر الشامي عن أشياخه قالوا: كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في حجر أبي طالب، وكان أبو طالب قليل المال، كانت له قطعة من إبل فكان يؤتى بلبنها، فإذا أكل عيال أبي طالب جميعاً أو فرادى لم يشبعوا، وإذا أكل معهم النبي، صلى الله عليه وسلم، شبعوا، فكان إذا أراد أن يطعمهم قال: أربعوا حتى يحضر ابني، فيحضر فيأكل معهم فيفضل من طعامهم، وإن كان لئن شرب أولهم ثم يناولهم فيشربون فيروون من آخرهم، فيقول أبو طالب: إنك لمبارك! وكان يصبح الصبيان شعثاً رمصاً، ويصبح النبي، صلى الله عليه وسلم، مدهوناً مكحولاً، قالت أم أيمن: ما رأيت النبي، صلى الله عليه وسلم، شكا، صغيراً، ولا كبيراً، جوعاً ولا عطشاً كان يغدو فيشرب من زمزم فأعرض عليه الغداء فيقول: لا أريده، أنا شبعان.

<<  <  ج: ص:  >  >>