ابن إبراهيم عن أبيه عن رجل عن زيد بن ثابت قال: لما نزلت هذه الآية: لا يستوي القاعدون من المؤمنين، دعا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بالكتف ودعاني وقال: اكتب. وجاء ابن أم مكتوم فذكر ما به من الضرر، فنزلت: غير أولي الضرر.
قال: أخبرنا سعيد بن منصور قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزياد عن أبيه عن خارجة بن زيد عن زيد بن ثابت قال: كنت إلى جنب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فغشيته السكينة فوقعت فخذه على فخذي فما وجدت شيئا أثقل من فخذ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ثم سري عنه فقال له: اكتب يا زيد، فكتبت في كتف: لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله. فقام عمرو بن أم مكتوم، وكان أعمى، لما سمع فضيلة المجاهدين فقال: يا رسول الله، فكيف بمن لا يستطيع الجهاد؟ فما انقضى كلامه حتى غشيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، السكينة فوقعت فخذه على فخذي فوجدت من ثقلها ما وجدت في المرة الأولى، ثم سري عنه فقال: اقرأ يا زيد، فقرأت: لا يستوي القاعدون من المؤمنين، فقال: اكتب غير أولي الضرر. قال زيد: أنزلها الله وحدها فكأني أنظر إلى ملحقها عند صدع الكتف.
قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن صالح بن كيسان قال: قال ابن شهاب: حدثني سهل بن سعد الساعدي أنه قال: رأيت مروان بن الحكم جالسا في المسجد فأقبلت حتى جلست إلى جنبه فأخبرنا أن زيد بن ثابت أخبره أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أملى عليه: لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله، قال فجاءه ابن أم مكتوم وهو يمليها فقال: يا رسول الله لو أستطيع الجهاد لجاهدت، وكان رجلا أعمى، قال فأنزل الله تعالى على رسوله، صلى الله