بكر وعمر: رسول الله يعدكم لم يكن ليخلفكم، فقال الناس: النبي، صلى الله عليه وسلم، بين أيديكم فإن تطيعوا أبا بكر وعمر ترشدوا، فأنتهينا إلى الناس حين حمي كل شيء، أو قال حين تعالى النهار، وهم يقولون: يا رسول الله هلكنا عطشاً، قال: لا هلك عليكم، فنزل فقال: أطلقوا لي غمري، يعني بالغمر القعب الصغير، ودعا بالميضأة فجعل النبي، صلى الله عليه وسلم، يصب وأسقيهم، فلما رأى الناس ما فيها تكابوا، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: أحسنوا الملء فكلكم سيروى، قال: فجعل النبي، صلى الله عليه وسلم، يصب وأسقيهم حتى ما بقي غيري وغيره، قال: فصب، وقال: اشرب، قال: فقلت يا رسول الله لا أشرب حتى تشرب، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: إن ساقي القوم آخرهم، قال: فشربت وشرب النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: فأتى الناس الماء جامين رواءً، فقال عبد الله بن رباح: إني لفي مسجدكم هذا الجامع أحدث هذا الحديث، إذ قال لي عمران بن حصين: أنظر أيها الفتى، أنظر كيف تحدث، فإني أحد الركب تلك الليلة، قال: قلت يا أبا نجيد فأنت أعلم، قال: ممن أنت؟ قال: قلت من الأنصار، قال: فأنتم أعلم بحديثكم، حدث القوم، قال: فحدثت القوم، فقال عمران: وقد شهدت تلك الليلة وما شعرت أن أحداً من الناس حفظه كما حفظته.
حدثنا فضيل بن عبد الوهاب أبو محمد الغطفاني، أخبرنا شريك عن سماك عن أبي ظبيان عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: بم كنت نبياً؟ قال: أرأيت إن دعوت شيئاً من النخلة فأجابني أتؤمن بي؟ قال: نعم، فدعاه فأجابه فآمن به وأسلم.
أخبرنا هاشم بن القاسم، أخبرنا شعبة قال: أخبرني عمرو بن مرة