وحصين بن عبد الرحمن عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله قال: أصابنا عطش بالحديبية فجهشنا إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وبين يديه تور فيه ماء فقال بأصابعه هكذا فيه، وقال: خذوا باسم الله، قال: فجعل الماء يتخلل من أصابعه كأنها عيون فوسعنا وكفانا، وقال حصين في حديثه: فشربنا وتوضأنا.
أخبرنا هاشم بن القاسم، أخبرنا سليمان بن المغيرة عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن المقداد قال: أقبلت أنا وصاحبان لي قد ذهبت أسماعنا وأبصارنا من الجهد، قال: فجعلنا نعرض أنفسنا على أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ليس أحد يقبلنا، قال: فانطلقنا إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فانطلق بنا إلى أهله، قال: فإذا ثلاثة أعنز، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: احتلبوا هذا اللبن بيننا، قال: فكنا نحتلب فيشرب كل إنسان نصيبه، ونرفع لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، نصيبه، قال: فيجيء من الليل فيسلم تسليماً لا يوقظ نائماً ويسمع اليقظان، ثم يأتي المسجد فيصلي، ثم يأتي شرابه فيشربه، قال: فأتاني الشيطان ذات ليلة فقال: محمد يأتي الأنصار فيتحفونه ويصيب عندهم، ما به حاجة إلى هذه الجرعة فاشربها، قال: ما زال يزين لي حتى شربتها، فلما وغلت في بطني وعرف أنه ليس إليها سبيل ندمني قال: ويحك ما صنعت! شربت شراب محمد فيجء فلا يراه فيدعو عليك فتهلك، فتذهب دنياك وآخرتك، قال: وعلي شملة من صوف كلما رفعت على رأسي خرجت قدماي، وإذا أرسلت على قدمي خرج رأسي، قال: وجعل لا يجيئني نوم، قال: وأما صاحباي فناما، فجاء رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فسلم كما كان يسلم، ثم أتى المسجد فصلى، وأتى شرابه فكشف عنه فلم يجد فيه شيئاً قال: فرفع رأسه إلى السماء، قلت الآن يدعو علي فأهلك، فقال: اللهم أطعم من أطعمني واسق من سقاني!