رماة الحدق. فقال عباس بن مرداس: أقصر أيها الرجل فوالله إنك لتعلم أنا أفرس على متون الخيل وأطعن بالقنا وأضرب بالمشرفية منك ومن قومك. فقال عيينة: كذبت وخنت، لنحن أولى بما ذكرت منك، قد عرفته لنا العرب قاطبة. فأومى إليهما النبي، صلى الله عليه وسلم، بيده حتا سكتا.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد قال: أعطى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، العباس بن مرداس مع من أعطى من المؤلفة قلوبهم، فأعطاه أربعة من الإبل فعاتب النبي، صلى الله عليه وسلم، في شعر قاله:
كانت نهابا تلافيتها … وكري على القوم بالأجرع
وحشي الجنود لكي يدلجوا … إذا هجع القوم لم أهجع
فأصبح نهبي ونهب العبي … د بين عيينة والأقرع
إلا أفائل أعطيتها … عديد قوائمه الأربع
وما كان بدر ولا حابس … يفوقان مرداس في المجمع
وقد كنت في الحرب ذا تدرأ … فلم أعط شيئا ولم أمنع
وما كنت دون امرئ منهما … ومن تضع اليوم لا يرفع قال: فرفع أبو بكر أبياته إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم، للعباس: أرأيت قولك:
أصبح نهبي ونهب العبي … د بين الأقرع وعيينه فقال أبو بكر: بأبي وأمي يا رسول الله ليس هكذا قال، فقال: كيف؟ قال فأنشده أبو بكر كما قال عباس، فقال النبي، صلى الله عليه