للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسلم: سواء ما يضرك بدأت بالأقرع أو بعيينة. فقال أبو بكر: بأبي أنت، ما أنت بشاعر ولا راوية ولا ينبغي لك. فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: اقطعوا عني لسانه، ففزع منها أناس وقالوا: أمر بعباس يمثل به. فأعطاه مائة من الإبل، ويقال خمسين من الإبل.

قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن سلمة عن هشام ابن عروة عن عروة أن عباس بن مرداس قال أيام خيبر لما أعطى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أبا سفيان وعيينة والأقرع بن حابس ما أعطى:

أتجعل نهبي ونهب العبي … د بين عيينة والأقرع

وقد كنت في القوم ذا ثروة … فلم أعط شيئا ولم أمنع فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لأقطعن لسانك. وقال لبلال: إذا أمرتك أن تقطع لسانه فأعطه حلة. ثم قال: يا بلال اذهب به فاقطع لسانه. فأخذ بلال بيده ليذهب به فقال: يا رسول الله أيقطع لساني؟ يا معشر المهاجرين أيقطع لساني؟ يا للمهاجرين أيقطع لساني؟ وبلال يجره، فلما أكثر قال: إنما أمرني أن أكسوك حلة أقطع بها لسانك. فذهب به فأعطاه حلة.

قال محمد بن عمر: ولم يسكن العباس بن مرداس مكة ولا المدينة، وكان يغزو مع النبي، صلى الله عليه وسلم،، ويرجع إلى بلاد قومه وكان ينزل بوادي البصرة وكان يأتي البصرة كثيرا، وروى عنه البصريون. وبقية ولده ببادية البصرة وقد نزل قوم منهم البصرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>