له، وجعل يلقي إلى الناس أن بن الزبير كان يطلب هذا الأمر لأبي القاسم، يعني بن الحنفية، ثم ظلمه إياه، وجعل يذكر بن الحنفية وحاله وورعه وأنه بعثه إلى الكوفة يدعو له، وأنه كتب له كتابا فهو لا يعدوه إلى غيره. ويقرأ ذلك الكتاب على من يثق به، وجعل يدعو الناس إلى البيعة لمحمد بن الحنفية فيبايعونه له سرا، فشك قوم ممن بايعه في أمره وقالوا: أعطينا هذا الرجل عهودنا أن زعم أنه رسول بن الحنفية، وابن الحنفية بمكة ليس منا ببعيد ولا مستتر، فلو شخص منا قوم إليه فسألوه عما جاء به هذا الرجل عنه، فإن كان صادقا نصرناه وأعناه على أمره. فشخص منهم قوم فلقوا بن الحنفية بمكة فأعلموه أمر المختار وما دعاهم إليه فقال: نحن حيث ترون محتسبون وما أحب أن لي سلطان الدنيا بقتل مؤمن بغير حق، ولوددت أن الله انتصر لنا بمن شاء من خلقه، فاحذروا الكذابين وانظروا لأنفسكم ودينكم. فانصرفوا على هذا. وكتب المختار كتابا على لسان محمد بن الحنفية إلى إبراهيم بن الأشتر، وجاء فاستأذن عليه، وقيل المختار أمين آل محمد ورسوله، فأذن له وحياه ورحب به وأجلسه معه على فراشه، فتكلم المختار، وكان مفوها، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي، صلى الله عليه وسلم، ثم قال: إنكم أهل بيت قد أكرمكم الله بنصرة آل محمد، وقد ركب منهم ما قد علمت، وحرموا ومنعوا حقهم وصاروا إلى ما رأيت، وقد كتب إليك المهدي كتابا، وهؤلاء الشهود عليه. فقال يزيد بن أنس الأسدي وأحمر بن شميط البجلي وعبد الله بن كامل الشاكري وأبو عمرة كيسان مولى بجيلة: نشهد أن هذا كتابه قد شهدناه حين دفعه إليه. فقبضه إبراهيم وقرأه ثم قال: أنا أول من يجيب وقد أمرنا بطاعتك ومؤازرتك فقل ما بدا لك وادع إلى ما شئت. ثم كان إبراهيم يركب إليه في كل يوم فزرع ذلك في صدور الناس، وورد الخبر على بن الزبير فتنكر لمحمد بن الحنفية، وجعل أمر المختار يغلظ في كل